أثارت مارين لوبان، المرشحة الأوفر حظاً لخلافة والدها جان ماري لوبن على رأس اليمين المتطرف في فرنسا، استنكار الطبقة السياسية الفرنسية بأسرها، بعدما شبّهت "صلوات الشارع" التي يؤديها المسلمون بالاحتلال النازي. وندّدت ماري لوبان في أوج حملتها الحزبية لرئاسة الجبهة الوطنية مساء الجمعة في ليون (وسط- شرق) ب"صلوات الشارع" التي يؤديها المسلمون في شوارع فرنسا. وقالت "أنا آسفة، لكن بالنسبة إلى الذين يحبون التحدث كثيراً عن الحرب العالمية الثانية، فإذا كان الأمر يتعلق بالحديث عن الاحتلال، فيمكننا الحديث عنه، لأن هذا احتلال للأرض". وأضافت لوبان "انه احتلال لأجزاء من الأراضي، لأحياء تطبق فيها الشريعة، انه احتلال. بالتأكيد ليست هناك مدرعات ولا جنود، لكنه احتلال في ذاته وهو يلقي بثقله على السكان"؟. وأثارت هذه التصريحات العنصرية ردود أفعال كثيرة في صفوف الطبقة السياسية من اليسار إلى اليمين لإدانة تصريحات ابنة زعيم اليمين المتطرف جان ماري لوبان صاحب التصريحات المثيرة للجدل. وقال المتحدث باسم الحزب الاشتراكي بنوا هامون "هذا هو الوجه الحقيقي لليمين المتطرف في فرنسا الذي لم يتغير أبداً، ومارين لوبان هي اليوم بنفس خطورة جان ماري لوبان"، وندد ب"الاهانة" مذكراً بأن اليمين المتطرف الفرنسي تعاون مع المحتل النازي. من جهته أعرب الأمين لعام للحزب الرئاسي "الاتحاد من اجل حركة شعبية" (يمين) جان فرانسوا كوبي عن استنكاره لهذه التصريحات، وقال "مارين لوبان، انها والدها! يجب وقف الكذب على الذات، انها نفس شخصية والدها تماماً" ولديها "التقنيات نفسها" و"الخلط نفسه" و"التصريحات نفسها". من جهتها، اعتبرت الناشطة البيئية سيسيل دوفلو أن مارين لوبان "ليست أفضل من والدها"، مؤكدة أنها تؤجج "المخاوف والأحقاد" وتتوسل وسائل "عنصرية". ورأى المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية أن التشبيه الذي قامت به لوبان "يشكل إهانة لمسلمي فرنسا ومرادفاً للتحريض على الكره والعنف بحقهم". وبنى جان ماري لوبان (82 عاماً) القسم الأكبر من مسيرته السياسية على خطاب شعبوي ومعاد للمهاجرين ما سمح له في 2002 بالوصول الى الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية. وسيترك لوبان منصبه على رأس الجبهة الوطنية في يناير.