أيَّامٌ صعابٌ تجتازهَا الأسرة المالكَة في إسبانيا، بسببِ شبهة الفساد، وذيوع خبر التحقيق مع واحدة من أميراته على نطاقٍ واسع وسط كم من التعليقات، حيث تصدرتْ صورة ومقطع فيديو للابنة الصغرى لملك اسبانيا الأميرة، كريستينا، واجهة منابر الإعلام الإسباني. إبان تقديم إفادتها في محكمة بمدينة مايوركا، على إثر رفع جمعياتٍ مدنية، دعوى ضدها، على خلفيَّة قضايا فساد. صحيفة "الموندو" الإسبانية، نشرت الصورة، على صفحتها الأولى أمس الأحد؛ وعادت اليوم لبثت مقطع فيديو بمدة خمس دقائق من داخل المحكمة؛ حتى وإنْ كان قاضي المحكمة قدْ أصدر قرارًا بمنع وسائل الإعلام من تصوير أطوار المحاكمة. مقطع الفيديو المسرب، يظهرُ الأميرة مديرةً ظهرها للكاميرا؛ وهي ترد على الأسئلة الموجهة لها، في حين يبدو القاضي "جوزيف كاسترو" عارضًا بعض الوثائق من خلال شاشة رقمية؛ هو ويوجه أسئلة حولها إلى المتهمة التي كانت تجيب في بعض الأحيان ب "لا أعرف". بمجرد نشر الصور، أعطى القاضي كاسترو تعليمات للشرطة؛ بغرض التحقيق في هوية مسرب الصور، واصفًا العمل ب"المعيب"، كما رد بالإيجاب حين سئل عما إذا كان هناك من يشتبه به؛ ذاهبًا إلى أن الوقت ليس مناسبًا للكشف عن اسمه. وتُلاحَق الاميرة كريستينا وزوجها "إناكي اوردانجارين" - لاعب كرة اليد الأولمبي السابق - تُهمٌ بالتهرب الضريبي والاختلاس وتببيض الأموال عن طريق توظيفها في شركة اسمها آيزون؛ الأمر الذي ينكرانه الزوجا في غضون ذلك، لتزم القصر الاسباني "لثرثويلا" الصمت وارتأى عدم الادلاء بأية تصريحات في قضية الأميرة، كريستينا الإبنة الصغرى لملك إسبانيا، خوان كارلوس، التي تواجه تهمًا بالتهرب الضريبي فيما أصبح يعرف ب" قضية نوس" نسبة إلى المؤسسة التي يرأسها زوجها إناكي اوردانغارين، المتهم في جرائم من بينها اختلاس ستة ملايين يورو من المال العام. وسبق لمستشار قصر " لثرثويلا" أن أكد لوكالة الانباء الاسبانية، أن مؤسسة القصر الملكي لا تعلق ولن تعلق عن قضية ابنة الملك خوان كارلوس، التي مثلت صباح السبت الماضي، أمام المحكمة في جزيرة بالما دي مايوركا، في استجواب دام لخمس ساعات لتجيب القاضي خوسيه كاسترو. وتعود التصريحات الأخيرة، للقصر الملكي الاسباني لشهر من الآن، حين دعا رفاييل سبوتورنو، رئيس القصر الملكي، إلى احترام المؤسسة الملكية، في رسالة موجهة إلى القاضي المعني، دعاه فيها إلى الخروج بخلاصة تنهي قضية دامت مدة ثلاث سنوات، اعتبر تمديدها بمثابةِ " استشهاد" للعرش الملكي. موازاةً مع تأكيده " احترام قرارت القضاء". في المقابل، عبر الصحفي انييكي اودغارين، الذي يعمل بالقصر الملكي الاسباني، في تصريح عبر الهاتف لوكالة الانباء الاسبانية ،على أسفه جراء الهجمة الاعلامية التي تتعرض لها كريستينا، والتي ستؤثر لا محالة على صورة العائلة الملكية، والقصر الملكي بشكل عام. اودغارين يقول إن "أمام هذا الكم الهائل من المعلومات والتعاليق التي نراها في وسائل الاعلام والتي تنتقد مواقفي المهنية، أريد أن أؤكد أن هؤلاء يضرون بصورة العائلة الملكية، وبشخص الملك خوان كارلوس. أقول هذا رغم أنه لا يدخل في نطاق أنشطتي الخاصة". وأضاف " لقد كلفت المحامي ماريو باسكوال بيبيس ليتحدث باسمي، فهو الشخص الوحيد المرخص له بذلك". وجاءت تصريحات الصحفي اودغارين، بعد يومين من تأكيد القصر الملكي على عدم تدخله في القضية لأن القضاء هو المؤسسة الوحيدة المخول لها بذلك، وأنه يحترم قراراتها. وقد سبق " لوحدة العلاقات مع وسائل الاعلام بالقصر" أن ارجت ببيان صحفي يبين مدى استقلالية القضاء الذي من حقه أن يحاسب الجميع، طبقا لقرار صادر عام 1981. مشيرًا إلى أنَّ القضية لا تعني القصر وهي في يد القضاء وله الكلمة الفصل.