تبنى تنظيم القاعدة بالمغرب الإسلامي الهجوم الانتحاري الذي استهدف السفارة الفرنسية بالعاصمة الموريتانية نواقشط في الثامن من أوت الجاري، وخلف إصابة دركيين فرنسيين وسيدة موريتانية بجروح. وقال التنظيم إن منفذ العملية هو اأبو عبيدة موسى البصريب، وأنه من حي البصرة بالعاصمة نواقشط. كما ذكر البيان أن منفذ العملية، التحق بالتنظيم في ذي الحجة 1429وأرفق البيان بصورة للانتحاري، وهو يغطي وجهه بلثام.. كما قدم البيان بعض التفاصيل عن العملية، فذكر أن الانتحاري ''تمكن من الوصول إلى الهدف''، لكن حالت ''عوائق دون دخوله للمبنى''، ففجر نفسه عند بوابة السفارة، مستهدفا حراس الدرك الفرنسي. وتؤكد هذه الوقائع التي تضمنها البيان الإرهابي اعترافا ضمنيا بفشل العملية حيث لم يتمكن الانتحاري من اقتحام مبنى السفارة، وهو الهدف الذي كانت قيادة الجماعة السلفية ترغب من ورائه في توجيه رسالة قوية إلى الرئيس الموريتاني الجديد وإلى السلطات الفرنسية بشأن ''قوة'' التنظيم الإرهابي وقدرته على تنفيذ تهديداته ضد المصالح الغربية ''في بلاد المغرب الإسلامي''، لكن سقوط الانتحاري عند أبواب ''السفارة الغربية'' أكد فشل التنظيم الإرهبي، وكان من المقدر أن لا تسيل قطرة دم واحدة لولا أن موظفين فرنسيين كانا يمارسان رياضة الجري قرب السفارة فأصيبا بجروح عابرة.. ولولا أن سيدة موريتانية كانت تمر بالقرب من مكان التفجير قبل أن تجرحها شظايا جسد الانتحاري ''المغدور''..! ولفت تقارير متخصصة إلى معطى جديد في تكتيكات مدبري الهجوم بالنظر إلى أن الانتحاري الذي كلف بهذه المهمة لم تمض إلا سنة واحدة فقط على التحاقه بصفوف التظيم الإرهابي، وهو تطور يكشف بجلاء نفاذ مخزون الجماعة الدموية من المتطوعين أو المجندين ، باعتبار أن تنفيذ مثل هذه العمليات الحساسة غالبا مايسند الى عناصر الصف الاول في التنظيم الارهابي ممن باع طويل في العمل الإرهابي. ، لكن الأمر قد تغير فعلا لدى قيادة ''الجماعة السلفية'' الذين لم يعودوا يجدون ممن العناصر الإرهابية ممن له تدريب يناسب تنفيذ علمية انتحارية من حجم اقتحام سفارة دولة غربية، حيث اضطرت الظروف جماعة دوركدال إلى تقديم ''أي كان'' لتنفيذ عملية.. حتى وإن كان غير مدرب، ولا دراية له بأبجديات العمل الإرهابي، كما كان الحال مع انتحاري نواكشط الذي لقي حتفه قبل الوصول إلى هدفه. هذا التطور يعد دليلا إضافيا على مأزق نفاذ ''مخزون'' العناصر الإرهابية لدى ''الجماعة السلفية'' في مقدمة لإفلاس حقيقي منتظر قريبا