أكدت الحكومة المصرية إصرارها على مصادرة الأموال السائلة والمنقولة والعقارية، الخاصة بنجم النادى الأهلي والمنتخب الوطني المصري السابق "محمد أبو تريكة"، وأرصدته في البنوك، برغم الرفض الشعبي العارم لهذه الخطوة، معتبرة أنها لجأت إلى ذلك تنفيذا لأمر القضاء، ومطالبة "أبو تريكة" بأن يتظلم من القرار، وأن يثبت أنه "غير إرهابي". يأتي ذلك وسط حملة شعواء من الإعلاميين الداعمين للانقلاب، الذين يمثلون الأذرع الإعلامية للسيسي، على "أبو تريكة"، باعتبار أنه ليس فوق القانون، وأن عليه أن يثبت أنه لم يتورط في تمويل أي أنشطة إرهابية. كما نقلت صحيفة "الفجر"، القريبة من السيسي، الأحد، عن مصدر أمني، تأكيده أنه في حالة تم إثبات تورط "أبو تريكة" فى تمويل عمليات إرهابية ضد الجيش، عن طريق الشركة التابعة له، فسيتم إلقاء القبض عليه. أبو تريكة ينتمي إلى الإخوان ويدعمهم فقد قال أمين عام لجنة إدارة أموال جماعة الإخوان، المستشار محمد ياسر أبو الفتوح، إن توصيف "أبو تريكة" بكونه ينتمي، ويدعم جماعة الإخوان المحظورة، لذلك كان لابد من التحفظ على شركته السياحية، وممتلكاته، لحين إشعار آخر أو إلى أن يثبت العكس، وأنه لا ينتمى إلى جماعة الإخوان "الإرهابية". وأضاف -في حوار مع جريدة "الشروق"، الأحد،: "القرار الصادر ضد أبو تريكة جاء تنفيذا للحكم القضائى الصادر فى هذا الشأن من محكمة القاهرة للأمور المستعجلة، وبمجرد أن وردت معلومات للجنة أملاك الإخوان تم عرض الأمر على قاضى التنفيذ الذى أصدر قرارا بالتحفظ على شركة "أصحاب تورز للسياحة"، ومالكيها، وبناء على ذلك تم تنفيذ القرار، واشعار أبو تريكة، وباقي الشركات الثمانية بالقرار لتنفيذه. واستطرد أن قرار قاضي التنفيذ واضح وصريح بالتحفظ على شركة "أصحاب توزر"، ومالكيها، وهما: محمد أبو تريكة، وشريكه عبد الكريم فوزي، وجميع ممتلكاتهم السائلة والمنقولة والعقارية، وحساباتهم المصرفية في البنوك، مشيرا إلى أن هذا التحفظ سار لحين إثبات العكس. وفي حوار ثان، مع صحيفة "الوطن"، الأحد، قال أبو الفتوح إن اللاعب ليس ممنوعا من السفر لأن اللجنة لا تملك المنع من السفر، وليس من إجراءات عملها ذلك أو التنفيذ على أسر المتحفظ عليهم أو زوجاتهم. "اللي مش عاجبه الكلام" يقدم تظلما ومن جهته، دافع وزير العدل، المستشار محفوظ صابر، عن تحفظ لجنة حصر وإدارة أموال الإخوان على أموال " أبو تريكة". وقال -في حوار مع صحيفة "المصري اليوم" الأحد: "هناك حكم صادر من المحكمة، ولجنة التحفظ على أموال الإخوان تقوم بعملها، والتحفظ يصدر من المحكمة، وتصل تحريات من الأجهزة المسؤولة عن كل شىء". وأضاف: "إذا كان اللاعب "اللي مش عاجبه الكلام" بيقدم تظلم، واللجنة بتقوم بفحصه، وإذا لم تقتنع اللجنة بتظلمه يمكن للاعب وقتها رفع دعوى أمام القضاء يدافع فيها عن نفسه، ويعترض على قرار اللجنة، فقرارات التحفظ ليست قرارات نهائية"، على حد قوله. وفي حوار مع برنامج "البيت بيتك" على فضائية "TEN"، مساء السبت، قال: حافظ إنه تم التحفظ على أموال الشركة التابعة ل"أبو تريكة"، لأن التحقيقات أثبتت أنها تقوم بتمويل "الجماعات الإرهابية" وجماعة الإخوان المسلمين. وطالب الشعب المصري، بعدم التعاطف مع أبو تريكة، "قائلا: إنه على الجميع ترك الأمور تأخذ مسارها الطبيعي. الإعلام الفضائي يفتح النار على "أبو تريكة" في السياق نفسه، اعترض الإعلامي تامر أمين على هاشتاج "أبو تريكة خط أحمر"، قائلا: "مفيش حاجة اسمها خط أحمر في الدولة دي، حتى الرئيس السيسي كمان". ومن جهته، قال عمرو أديب، خلال برنامجه "القاهرة اليوم" على قناة "اليوم"، السبت: "أنا بطلب طلب من أبو تريكة، إنت معانا، ولا مش معانا؟ ولو مش معانا إنت حر، لما تبقى شخصية عامة لازم تبقى واضح مع الناس". وشن أحمد موسى هجوما حادا على أبو تريكة، وقال، خلال برنامجه "على مسؤوليتي" على قناة "صدى البلد"، السبت: "أبو تريكة لم يحرر سيناء، ولم يشارك في حرب أكتوبر، وما حققه لمصر حصد مقابله الملايين". وأضاف أنه ليس من المقبول أن يكون اللاعب فوق القانون لأن الجميع متساوون أمام القضاء، مشددا على أن "أبو تريكة" يعمل ضد الوطن، ويدعم الرئيس المعزول محمد مرسي، ولم يدعم الدولة. وكتبت مها بهنسي، المذيعة بقناة TEN -عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"-: "أبو تريكة رضي الله عنه فوق القانون، معلش سيبوه عشان في غضب شعبي، وأبو تريكة قال إيه خط أحمر". وقال خالد أبو بكر -عبر برنامج "القاهرة اليوم"، على فضائية "اليوم"، السبت-: "لا أحد ينكر ما قدمه اللاعب محمد أبو تريكة في الملاعب المصرية وخارجها، لكن في حال وجود أي فعل من شأنه أن يمد أو يدعم أو يزود أي جماعة إرهابية أو نشاط غير مشروع في مصر، لن يتم السماح بذلك".