قالت الشرطة الإيطالية إنها اعتقلت الجمعة ثلاثة ليبيين وجزائريين اثنين متهمين بارتكاب عدد من عمليات القتل والتهريب والاتجار بالبشر، ولهم صلة بموت أكثر من 200 مهاجر غرقا في البحر الأبيض المتوسط. واعتقل الخمسة ليل الخميس في باليرمو، حيث يتم استجوابهم. بعد أن نجوا من الغرق في حادث تحطم قارب ووصلوا إلى الشواطئ الإيطالية الأربعاء. وكانت سفن الانقاذ على الشواطئ الإيطالية تمكنت من التقاط عدد من المهاجرين بعد تحطم القارب الذي يقلهم وسط البحر. وتزعم الشرطة أن بعض المهاجرين تعرضوا للضرب، وطعن بعضهم خلال الرحلة البحرية، بينما ظل العديد منهم قيد الاحتجاز اثناء الرحلة. وكانت الآمال تلاشت في العثور على مزيد من الناجين من قارب المهاجرين الذي تحطم الأربعاء، ويخشى أن يصل عدد الغرقى فيها إلى 200 شخص. وقد استدعيت سفن الإنقاذ إلى المنطقة لمساعدة العديد من قوارب المهاجرين الأخرى في المنطقة ذاتها من البحر المتوسط. وقال عمدة باليرمو الايطالية ليولوكا أورلاندو "نشهد عملية إبادة تسببت بها الأنانية الأوروبية"، بينما كانت سفينة حربية إيرلندية تقف أمام الشواطئ الإيطالية حاملة نحو 370 من الناجين الذين أنقذوا الأربعاء من كارثة غرق السفينة، فضلا عن 25 جثة، بينها جثث ثلاثة أطفال. وتقول الشرطة الرجال الخمسة، الذين تترواح أعمارهم بين 21 عاما إلى 24 عاما، تلقوا مبلغ يترواح بين 1200 دولارا إلى 1800 دولارا من كل مهاجر تبعا لموقعه في القارب الذي كان يحمل 650 شخصا عندما غادر الشواطئ الليبية. وانقذت سفن ايطالية وايرلندية أكثر من 400 من المهاجرين من الغرق. واتهمت الشرطة الرجال، بعد الحديث مع العديد من الناجين خلال الليل بعد وصولهم الى باليرمو. وفي أبريل/نيسان، انقلب قارب بطول 20 مترا، عندما اقتربت منه سفينة تجارية جاءت للمساعدة ما أسفر عن مقتل أكثر 900 شخصا. وتشير التقديرات إلى أن أكثر من 2000 مهاجر لقوا حتفهم منذ مطلع العام الجاري خلال محاولتهم الهجرة إلى أوروبا عبر البحر المتوسط. وغرق قارب المهاجرين الأربعاء بسبب الأحوال الجوية السيئة، التي لم يستطع قارب الصيد، مقاومتها على بعد 15 ميلا من شواطئ ليبيا. وبث القارب نداء استغاثة قبل غرقه، وكانت من أوائل السفن التي وصلت إلى موقع الحادث سفينة حربية تابعة للبحرية الأيرلندية. لكن يبدو أن القارب غرق فجأة بعدما تحرك المهاجرون الذين كانوا على متنه إلى أحد جوانبه.