قاطع المترشحون المعنيون بمسابقة المدراء بالجلفة الدورة المُعادة، أمس، من قبل وزارة التربية، مؤكدين أن عملية إعادة الامتحان بحد ذاتها تعتبر إهانة لهم، وأن الإجراءات المتخذة في هذا الشأن منافية للقوانين المعمول بها، متسائلين عن سبب إلغاء نتائج الدورة الأولى. وقفت، أمس، جريدة البلاد على حجم مقاطعة مسابقة المدراء في مختلف مراكز الامتحان، حيث ظهرت الساحات مكتظة عن آخرها، بعد أن رفض المترشحون الدخول إلى القاعات، ومن مركز ثانوية النعيم النعيميإلى مركز ثانويةعرير إلى مركز لحواجب، تبين أن مسألة المقاطعة كان مفصولا فيها وأن الأمر قد دُبر بليل، بدليل أن ما كان مجرد نداءات ومجرد أقاويل وإشاعات قبل حوالي أسبوع على إجراء المسابقة تم تجسيده نهار أمس بشكل كبير ومنقطع النظير. وقد أرجع المعنيون أسباب المقاطعة إلى جملة من الأمور لعل أبرزها التعفن الذي يعيشه القطاع على كافة المستويات، مطالبين بكشف الحقائق والأسباب التي كانت وراء إلغاء طبعة الدورة السابقة، داعين إلى فضح المتسببين والمتورطين في هذه الفضائح واتخاذ ضدهم الإجراءات القانونية، وذهب المنتفضون إلى أبعد من ذلك من خلال المطالبة بالإطلاع على نتائج تحقيق اللجنة الوزارية التي جالت وصالت ولم يتمخض تحقيقها عن شيء سوى ترسيم إعادة المسابقة، مؤكدين بأن مسألة إعادة الامتحان تعتبر طعنا في مصداقية المربي وليس في مصداقية الامتحان والمسابقة، وتساءل المترشحون الذين شلوا قاعات الامتحان بنسبة تجاوزت 80 بالمئة، والبالغ عددهم أكثر من 600 مترشح، عن الأسباب الحقيقية وراء إقصاء بعض المترشحين من إجراء المسابقة رغم إستفاءهم لكل الشروط القانونية والموضوعية . وأصر الأستاذة المتقدمون للمسابقة التي تضم 47 منصبا على موقفهم، داعين الجهات المعنية إلى التدخل الحقيقي وليس . الترقيعيئ . واتخاذ الإجراءات ضد المتسببين في هذا التعفن الذي راح ضحيته قطاع بأكمله، معلنين عن تشكيل لجنة من المترشحين يمثلون كل دوائر الولاية لمتابعةئ القضية ئلدى السلطات الولائية، وحمل المعنيون وزارة التربية مسؤولية هذه التطورات، لكونها كانت المتفرج الكبير على سلسلة الفضائح التي كانت تُخيط على المباشر والتي ساهمت في تعفين الأجواء على كافة المستويات التربوية. وكانت .البلاد . قد تطرقت، أمس، بشكل حصري إلى مسألة ملفات المترشحين للمسابقة المذكورة التي ضاعت في أروقة مديرية التربية، حيث لم يتم تقديم أي مبرر موضوعي لهذه القضية، على الرغم من المترشحين ئ 14أودعوا ملفاتهم بطرق عادية . وفي سياق ذاته تحدث مصادر أخرى على أن المترشحين المحتجين، أمس، تم دفعهم من قبل جهات خفية في قطاع التربية بالجلفة وذلك لخلق صراع بينهم وبين الوزارة مباشرة، خاصة بعد إيفاد رؤوساء مراكز وملاحظين من خارج الولاية للإشراف على المسابقة محل الإعادة، وهو الإجراء الذي قامت به الوزارة تفاديا لوقوع تجاوزات مثل التي حدثت في مختلف المسابقات المحلية الأخرى لاسيما مسابقة المساعدين التربويين التي مرت دون مشاكل برغم سلسلة الفضائح التي تضمنتها، الأمر الذي يعتبر طعنا في تسيير المصالح المعنية التي كانت تشرف على هذه المسابقات وكانت تتحكم في تعيين رؤوساء المراكز والملاحظين مباشرة على المستويات المحلية، ليبقى التساؤل مطروحا في الأخير ماذا حدث وماذا يحدث وماذا سيحدث لقطاع التربية بالجلفة الذي ينام ويستيقظ، لينام من جديد ويستيقظ على كوارث هذاالتخلاط والتعفن القائم