كثيرا من الفئة الضالة والمنتمين إلى تنظيم داعش الإرهابي ممن تم القبض عليهم، عثر معهم على كميات من المخدرات، خاصة الحشيش، حيث أن مادة الحشيش هي الأكثر وجودا بحوزتهم، وهي كميات محددة للاستخدام الشخصي، هذا بحسب ما قاله مصدر رسمي لصحيفة الوطن. وأكد المصدر أن هذا الأمر ثبت خلال نتائج التحاليل التي أظهرتها الفحوص الطبية، في حين أن بعض المقبوض عليهم اتضح للأجهزة الأمنية أنهم أصحاب سوابق في أقسام مكافحة المخدرات. أشار الدكتور السهلي إلى أن علاجهم يقع تحت مسؤولية ثلاث فئات، وهي: المنزل والجهة التعليمية والجهات الشرعية ممثلة في وزارة الشؤون الإسلامية. فالأسرة يجب عليها أن تراقب الابن من مسافة بعيدة دون أن يشعر بذلك، مع متابعة كل سلوكياته والسماع إلى حديثه حال انتقاصه للدولة وعلمائها، فمن هنا يتم الكشف عن مثل تلك الحالات، فإما أن تعالجها الأسرة أو تتصل بالمختصين لإرشاد مثل هؤلاء وإعادتهم إلى الطريق الصحيح. وقال إن كلية الشريعة في جامعة أم القرى تعمل على برنامج لمدة شهرين، عبارة عن لقاء أسبوعي بين الطلاب والمختصين من علوم الشريعة، يدور حول الفكر والتطرف وكيفية تقبل الآخر، وذلك بالجلوس معهم داخل قاعات الجامعة، لسماع كل ما لديهم ونقاشهم في ذلك، وتوجيه كل البرامج لهم في سبيل إيضاح جميع أسئلتهم عبر حوارات فعالة وهادفة لأبناء المجتمع. الجهل بالدين أوضح وكيل كلية الشريعة في جامعة أم القرى الدكتور محمد السهلي أن هذا الأمر غير مستغرب على هؤلاء الذين استباحوا دماء آبائهم وإخوانهم وذويهم من كل أطياف المسلمين، فهؤلاء المدمنون مستغَلون من تلك الفئات الضالة عبر المال وتقدير الذات بألقاب غريبة يتفاخرون بها، وأكثرهم لا يجيدون قراءة الفاتحة. وأضاف: ناقشت بعضهم فوجدتهم لا يعرفون أساسيات الشريعة، مؤكدا أن هذه الفئة هي المارقة التي ذكرها النبي، صلى الله عليه وسلم، بأنها ستخرج من بعده إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، وهم "حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام"، وهي صفة المارقين من الذين ينتسبون إلى تلك الجماعات الضالة، فهم إما صغار غرتهم هذه الفئة وهم حدثاء الأسنان، أو ممن انجرفوا خلف المخدرات، وهم سفهاء الأحلام، لذا فهم لا يميزون الحق من الباطل، ويحاولون اللجوء إلى مجتمع آخر. تغريد خارج السرب أكد السهلي أن بعض منسوبي الجهات التعليمية لم يستشعروا عظم المسؤولية وخطر الأمر في إيضاح حقيقة الفئة الضالة لطلابهم، وكأن هذا الأمر لا يعنيهم، فالتعليم ليس للاختبار أو لنيل الشهادة، بل هو أسمى من ذلك، لذا ينبغي على المعلمين والتربويين أن يتحسسوا طلابهم، وأن يثيروا بعض الأسئلة عليهم، ليستطيعوا خلالها اكتشاف وجود هؤلاء القلائل على مقاعد الدراسة، وسرعة التواصل مع المعنيين لاتخاذ الإجراء الوقائي والعلاجي معهم. وشدد السهلي على أهمية دور خطباء المساجد في توعية المجتمع، وهذا ما لمسناه من بعضهم، في حين أن البعض الآخر لم نسمع لهم أي مشاركة بكلمة أو محاضرة أو خطبة، وكأنه يغرد خارج السرب، وكل حديثه إما تحت الأرض أو فوق السماء عن الموت والقبور والجنة والنار، متجاهلا مجتمعه ومشاكله وكأن ذلك لا يعنيه، وهذا الأمر يعد خللا في المجتمع الذي لا بد أن تتضافر فيه كل الجهات لردع مثل هذا الفكر المنحرف.