رفض البيت الأبيض اتهامات مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) السابق جيمس كومي لإدارة الرئيس دونالد ترمب بتشويه سمعته وبث أكاذيب عن مكتب التحقيقات، في هذه الأثناء تحولت الجلسة العلنية للجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ لمساءلة كومي إلى سرية بعدما أكد مدير ال(إف بي آي) السابق أنروسيا تدخلت بالانتخابات الرئاسية، وشكك بتصرفات ترمب التي وصفها بال"مقلقة للغاية". وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة هاكابي ساندرز "يمكنني أن أؤكد بثقة أن الرئيس لا يكذب، وبصراحة، أشعر بالإهانة جراء هذا السؤال"، ردا على اتهام كومي إدارة ترمب ب"الكذب" بشأنه وبشأن الإف بي آي، كما أكدت أن الرئيس ترمب يثق بمستشاريه وبوزير العدل. ويريد أعضاء لجنة الاستخبارات ال15 الذين جلسوا قبالة كومي معرفة ما إذا كانت الطلبات الرئاسية المتكررة التي قدمت في لقاءات ثنائية في المكتب البيضاوي في البيت الأبيض تشكل تدخلا سياسيا وعرقلة لسير العدالة، وهي جنحة كبرى أدت في السابق إلى شروع الكونغرس في اجراءات إقالة بحق الرئيسينريتشارد نيكسون وبيل كلينتون. وقد تكون لشهادة كومي تداعيات كبيرة على رئاسة ترامب خاصة مع قيام المستشار القانوني الخاصروبرت مولر وعدد من لجان الكونغرس بالتحقيق في مزاعم بشأن تدخل روسيا في الانتخابات الرئاسية وتواطؤ بين حملته وموسكو. ورفض كومي الرد على بعض الأسئلة في الجلسة العلنية ما يعني أنه ربما يكشف عن تفاصيل أكثر في الجلسة السرية المستمرة حتى الآن. لكن مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي السابق اتهم إدارة الرئيس ترمب بتشويه سمعته وبث أكاذيب عن مكتب التحقيقات، بيد أنه لم يوضح ما إذا كان ترمب سعى لعرقلة العدالة من خلال مطالبته إياه وقف تحقيق مع مستشار الأمن القومي السابق مايكل فلين. وفضل كومي (56 عاما) عدم تلاوة البيان الخطي الذي نشره أمس الأربعاء والرد مباشرة على الأسئلة لكسب الوقت. وردا على سؤال لمعرفة ما اذا كان ترمب أو الإدارة طلبا منه "وقف" التحقيق الذي يجريه مكتب التحقيقات الفدرالي في مسألة التدخل الروسي بالانتخابات، أجاب بالنفي، لكنه اعتبر أن تصرفات الرئيس "مقلقة للغاية" بعد طلبه التخلي عن التحقيق في علاقة مستشار الأمن القومي السابق مايكل فلين بروسيا، مشيرا إلى أن ترمب رأى أن التحقيق في التدخل الروسي بالانتخابات مضيعة للوقت. وندد كومي بالتفسيرات المتغيرة لترمب حول دوافع إقالته من منصبه وأوضح "على الرغم من أن القانون لا يشترط وجود سبب لإقالة مدير مكتب التحقيقات الاتحادي إلا أن الإدارة اختارت تشويه سمعتي والأهم من ذلك (تشويه سمعة) (إف.بي.آي) بالقول إن المكتب يعاني من فوضى وإن العاملين فقدوا الثقة في رئيسهم". وقال كومى إن مزاعم الرئيس ترمب بأن المكتب كان يعيش حالة فوضى وسوء إدارة، مجرد "أكاذيب تافهة وقبيحة"، مشيرا إلى أنه فوجئ بقرار إقالته. كما أشار مدير مكتب التحقيقات الفدرالي السابق إلى أن ترمب طالب بولائه من أجل الاحتفاظ بوظيفته، وذلك في حديثه عن تفاصيل ما دار بينهما خلال عشاء بعد تولي ترمب في يناير/كانون الثاني الماضي. وأبلغ كومى لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ أن ترمب "تطلع للحصول على شيء ما مقابل الاستجابة لطلبي بالبقاء في الوظيفة". وفي شهادة مكتوبة، كان كومي قدم مزيدا من التفاصيل عن المقايضة، قائلا إن ترامب قال له "أحتاج إلى الولاء، وأتوقع الولاء". وتحدى مدير مكتب التحقيقات الفدرالي المعزول الرئيس ترمب ب"إذاعة شرائط تسجيل محادثاتهما جميعها"، شريطة أن يكون الرئيس قد سجل بالفعل تلك المحادثات، حيث كان ترمب قد هدد في وقت سابق بتسريب "تسجيلات" للمحادثات، بيد أنه قال إنه لا يعرف ما إذا كانت هذه التسجيلات موجودة بالفعل.
وفي هذا السياق قال كومى إنه بدأ في تدوين ملاحظات بعد اجتماعه مع ترمب مباشرة، معربا عن ترحيبه بإذاعة التسجيلات التي يعتقد أنها ستدعم رواياته للتعاملات بينهما. وكشف كومي أنه سرب ملاحظاته الخاصة حول اجتماعاته مع الرئيس الأميركي لتسريع تعيين محقق خاص يقود التحقيق في التدخل الروسي. وأوضح أنه طلب من صديق له في كلية كولومبيا للحقوق أن يرسل هذه الملاحظات إلى صحافي بعد أن أقاله ترامب في التاسع من ماي .