تباينت آراءُ مُحبُو المطربة فيروز حول ألبومها الجديد بتعليقات مُفاجئة ! فبينما عبّر البعضُ عن خيبة أمله بقي الكثيرون على ولائهم وحبهم لأداء المطربة التي عرف جمهورها بالتنوع على كافة المستويات، العمرية والثقافية والاجتماعية والجغرافية. ويتضمن الألبوم الجديد عشر أغنيات، كانت قد طرحت ثلاثا منها في بداية الصيف في إطار الترويج للألبوم ، وجاء الألبوم بعد ترقب طويل لعشاق فيروز استمر سبع سنوات حيث لم تقدم جديدا منذ عام 2010. وقد أخذت معظم أغاني الألبُوم الجديد من أغاني عالمية مثل "قبلني كثيراً" أو (بيسامي موتشو") التي كانت أول من غنتها كونسويلو فيلازكيز و"تخيل" التي غناها جون لينون ، وكان هذا أحد أسباب إعتراض بعض معجبي فيروز، إذ قالوا إنه لا يجوز أن تغيب سبع سنوات وتعود بأغنيات ليست لها ، ومن الذين رأوا في عودة فيروز بهذه الأغاني المُقتبسة مُغامرة " عبده وازن " ، المحرر الثقافي في جريدة الحياة، حسب حوار أجري معه في برنامج على تلفزيون "المُستقبل" اللبناني . لكن الجديد، والذي سبب خيبةَ أملٍ للبعضِ كان مُستوى الأداء، فمن الواضح أن صوتها بات متعبا، ولم تعد تسيطر عليه بنفس الإقتدار السابق، بالرغم من أن عبده وازن لا يتفقُ مع هذا، فهو يرى أن صوتها في الألبوم الجديد ما زال يحتفظُ بنضارته و "لوعة الحنين" كما وصفها. وتساءل الجميعُ ....ما الذي دفعها إلى هذه التجربة؟ إذ لا تتعجلُ "فيروز" في العادة بإتخاذ قرارٍ بخصوص أي تجربة مُوسيقية تبدو مُختلفة عن النمط الذي إعتاد عليه جمهُورها أو ينطوي على مغامرة من أي نوع، وقد بقيت مجموعة الأغنيات التي لحنها ابنها زياد الرحباني والمعروفة "بألبوم الجاز" على طاولتها لسنين قبل أن تقرر الدخول في المغامرة ، وقال زياد في إحدى مقابلاته السابقة إن فيروز كانت في بعض الأحيان تنتظر لسنتين أو ثلاث قبل ان تبت في أمر أغنية تعرض عليها، وكثيرا ما تتحفظ على أغنية كاملة بسبب كلمة أو جملة موسيقية ، لهذا فقد بدا إنتقالُها إلى أسلوب زياد المغاير تماما لما إعتاد عليه جمهورها من موسيقى الأخوين رحباني وأشعارهما مُفاجئا. لا شك أن التعامل مع هذه القضية "الكابوس" يتطلبُ شجاعة خاصة، فبينما إمتلك الكاتبُ الكولومبي الحائز على جائزة نوبل للآداب ، غابرييل غارثيا ماركيز، الشجاعة الكافية لوضع القلم جانبا حين أحس أنه بدأ يخذله ولم يعد يجود بجديد، استمر نجيب محفوظ، الحائز على نوبل بدوره، في الكتابة إلى أيامه الأخيرة تقريبا، وقد أخذ عليه بعض النقاد، ومنهم الكاتب غالي شكري، السقوط في بعض الهفوات الفنية غير المألوفة منه. لا بد أن هناك من مُحبي فيروز من كانوا يودون لو تركتهم يحتفظون بصوتها المخملي القوي الساحر في ذاكرتهم، وأن تتحلى بالشجاعة الكافية لتدرك أن كل جديد تقدمه يعني نزولها عن القمة التي تربعت عليها طويلا.