^ تقارير استخباراتية تتحدث عن 6000 مسلح في شمال مالي كشفت صحيفة “لوكانار- انشيني" الفرنسية الواسعة الاطلاع، نقلا عن مصادر وصفتها ب«الموثوقة"، عن وجود ثلاثة معسكرات تدريب لتأهيل الإرهابيين في مدينة “سبها" الليبية لتأمين تدريبات للمقاتلين قبل نقلهم إلى شمال مالي عبر أراضي دولة النيجر. وأكدت الصحيفة أن “سلفيين" من ليبيا ومصر يقومون بتأمين تمارين التدريب العسكري للمتطوعين الذين انتقل العشرات منهم مؤخرا من سبها إلى مالي للالتحاق بمجموعات متمركزة في تومبوكتو وغاو شمال البلاد. وأكدت الصحيفة أن المخابرات العسكرية الفرنسية تقدر عدد العناصر الذين التحقوا مؤخرا والى غاية 20 أكتوبر بتنظيم القاعدة في شمال مالي، ب300 عنصر. وأضافت أن غالبية المسلحين الذين يتمتعون بقدرات وآليات عسكرية حديثة ومتطورة ينحدرون من أصول موريتانيانية وتونسية وكذا من السنغال وساحل العاج والسودان والجزائر ومصر والنيجر. وأوضحت الصحيفة أن الأمر “يدل على وجود تنظيم جهادي عالمي بالفعل وأن عدد مقاتلي شمال مالي يناهز 6000 رجل". وأشارت “كنار اونشيني" إلى أنها استقت معلوماتها من مصادر عسكرية وأمنية ودبلوماسية متطابقة، مؤكدة صعوبة تنفيذ عملية عسكرية غربية في شمال مالي، بسبب صعوبة الإعداد التنظيمي لها والذي يتطلب مهلة زمنية طويلة. كما تحدثت عن تردد جزائري لمعالجة هذه القضية، رغم أن الجزائر أعلنت انفتاحها على محاربة المجموعات المرتبطة بالقاعدة شريطة عدم وضع جميع المقاتلين في شمال مالي في سلة واحدة، حيث ترى أن مجموعات الأزواد ومجموعات مسلحة أخرى تنبذ العنف ومطالبها تتعلق بالانفصال عن مالي. وتعيش ليبيا منذ سقوط زعيمها الراحل معمر القذافي، على وقع الاضطرابات الأمنية والسياسية، حيث لم تستطع بعد السلطات المركزية فرض هيبة الدولة على مختلف الأقاليم الليبية، في حين تسيطر المليشيات وجماعات الثوار المسلحة على الأرض. وكانت عملية اغتيال السفير الأمريكي في بنغازي الشهر الماضي أكبر شاهد على هشاشة الأوضاع في هذا البلد. كما يلاحظ مراقبون تعثر جهود المصالحة الوطنية بين الليبيين، خاصة بين المناطق الثائرة على القذافي والمناطق الموالية له، زيادة على النزاعات القبلية مع قبائل “الورفلة والمقارحة والقذاذقة"، حيث تندلع بين الحين والآخر معارك ضارية بين الطرفين، آخرها معركة بن وليد. كما تشهد مدينة سبها هي الأخرى اضطرابات أمنية كبيرة.