قالت متحدثة عسكرية إسرائيلية إن ثلاث دبابات سورية دخلت المنطقة المنزوعة السلاح في مرتفعات الجولان بين إسرائيل وسوريا، مؤكدة أن القوات الإسرائيلية قدمت شكوى إلى قوة الأممالمتحدة لحفظ السلام في المنطقة. وقالت صحيفة “يديعوت أحرنوت” إن الدبابات السورية دخلت قرية بئر عجم على بعد بضعة كيلومترات من موقع تابع للجيش الإسرائيلي لقتال معارضين سوريين يطالبون بالإطاحة بنظام بشار الأسد. وذكرت الصحيفة في عددها الصادر أمس، أن الجيش الإسرائيلي رفع مستوى الاستنفار الأمني في المنطقة، مشيرة إلى سقوط عدد من قذائف الهاون في المنطقة المنزوعة السلاح من الجانب السوري خلال الساعات ال24 الماضية. واتسمت المنطقة الحدودية بين إسرائيل وسوريا بالهدوء النسبي منذ اندلاع الثورة سوريا ضد نظام الأسد قبل نحو 20 شهرا، بخلاف الحدود السورية التركية التي شهدت قصفا متكررا عبر الحدود خلال الشهر الماضي. وتحتل إسرائيل مرتفعات الجولان منذ عام 1967. وفي الأثناء، انطلقت أمس في العاصمة القطرية الدوحة الاجتماعات الموسعة للمعارضة السورية بمختلف أطيافها. وبينما يُرتقب أن يناقش المجتمعون مستقبل تمثيل المعارضة، قررت هيئة التنسيق الوطنية مقاطعة مؤتمر الدوحة لأنه سيكون “سببا لزيادة الفرقة والتشرذم”. واعتبر عضو مكتب العلاقات الخارجية بالمجلس الوطني السوري عبد الرحمن الحاج، أن هناك مشاكل بنيوية تواجه المجلس سيسعى لعلاجها خلال اجتماع الدوحة. وأوضح أن المجلس سيسعى إلى “ترسيخ الديمقراطية الداخلية وإعادة تشكيل هيئاته”. ومن جانبه، قال المعارض السوري كمال اللبواني إن المجلس الوطني غائب عن الثورة بطريقة عمله الحالية، وأكد أن الثورة بحاجة إلى “فئة أخرى متماسكة وقادرة على إدارة الصراع بشكل أفضل”. واعتبر اللبواني أن المجلس “أصبح عائقا وأداة تعطيل”، وأن “العالم غيّر من نظرته للمجلس، وهو الآن مع المبادرة التي أطلقتها مجموعة من المعارضين وهدفها إنشاء قيادة سياسية جديدة للمعارضة”. وخلص اجتماع احتضنته العاصمة الأردنية عمان نهاية الأسبوع الماضي إلى تشكيل ما سمي ب”هيئة المبادرة الوطنية” التي تهدف إلى إنشاء قيادة سياسية جديدة للمعارضة السورية قبل إعلان حكومة مؤقتة في المنفى. وحضر لقاء عمان 25 شخصية بينها رياض سيف الذي دعا إلى الاجتماع ورئيس الوزراء المنشق رياض حجاب وكمال اللبواني وممثل جماعة الإخوان المسلمين في سوريا علي صدر الدين البيانوني. ووفقا لمحمد العطري المتحدث باسم رياض حجاب، فإن النائب السوري السابق رياض سيف سيعلن خلال اجتماع الدوحة عن المبادرة الوطنية السورية. وأوضح أن المبادرة “عبارة عن إنشاء جسم سياسي جديد للمعارضة السورية يكون ممثلا لجميع شرائح المعارضة، ويتكون من المجلس الوطني (الأعضاء ال14) والمجلس الوطني الكردي (3) والمجالس المحلية التي تعنى بتنظيم الشؤون في الداخل، والمجالس الثورية في الداخل، والشخصيات السياسية والتاريخية، وهيئة علماء المسلمين ورابطة علماء المسلمين”. وأشار العطري إلى أن “مشاورات ستجري لمعرفة ما إذا كانت هذه المبادرة ستشكل جسما بديلا عن المجلس الوطني أو ائتلافا جديدا”. من ناحية أخرى، أعلنت هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي عدم مشاركتها في مؤتمر الدوحة. وقال بيان صادر عن الهيئة إن الدعوة إلى المؤتمر “ينقصها التحضير الجيد والمشاركة المسبقة في الإعداد”، مشيرا إلى أن المؤتمر “لن يكون خطوة بناءة في عملية توحيد المعارضة بقدر ما سيكون سببا لزيادة الفرقة والتشرذم”. وقرر المكتب التنفيذي للهيئة “عدم مشاركة الأحزاب والشخصيات المنضوية في الهيئة بهذا المؤتمر”، معتبرا أن الدعوة إلى عقده “لا تعبّر عن إرادة السوريين المستقلة”.