تقف قطر وراء خطة لتوحيد المعارضة السورية، بدعم من بريطانيا والولايات المتحدةالأمريكية ودول غربية أخرى، يرتقب إطلاقها الخميس المقبل، لمباشرة حوار مع نظام بشار الأسد على أن توفر الدول الراعية للمبادرة قناة لتقديم دعم عسكري أكبر للثوار السوريين في حال فشل الحوار. وكشفت الخطة القطرية صحيفة ”ذي غارديان” البريطانية، التي أفادت أن الغرب يدعم خطة قطرية تهدف إلى توحيد المعارضة السورية، وأوضحت أن بريطانيا والولايات المتحدة ودولا غربية أخرى تدعم محاولة دولة قطر لإيجاد معارضة سورية موحدة ومتماسكة، وقالت إن المبادرة ستنطلق الخميس القادم في الدوحة. وأضافت أنه يتوقع من هذه المعارضة السورية الموحدة المشاركة في مفاوضات مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وأنه في حال فشل المفاوضات، فإن هذه الدول ستقوم بتوفير قناة لتقديم دعم عسكري أكبر للثوار السوريين. وأشارت الصحيفة إلى أنه سيتم إطلاق هذه الخطة في العاصمة القطرية الدوحة الخميس القادم، وذلك من خلال جمع شخصيات المعارضة الموجودين في الخارج مع المجالس الثورية التي تقود الثورة داخل سوريا، وذلك ضمن برنامج عام مشترك من أجل التحول الديمقراطي في سوريا. أما المعارضون السوريون الذين اجتمعوا في اليومين الماضيين بالأردن، اشترطوا رحيل الرئيس بشار الأسد لتسوية الأزمة في بلادهم سلميا، في حين أبدى المجلس الوطني السوري انزعاجه من تصريحات أمريكية تنتقده وتشكك في تمثيله للسوريين، وهو ما دفع واشنطن إلى التخفيف منها. وفي بيان صدر مساء الجمعة، عن مكتب رئيس الوزراء السوري المنشق رياض حجاب في ختام اجتماعات بعمان استغرقت يومين، وشارك فيها حجاب وشخصيات بارزة أخرى وممثلون للمجلس الوطني والإخوان المسلمين والجيش الحر، رفض المجتمعون بالإجماع أي محاولات للتوسط لبدء حوار بين المعارضة ونظام الأسد، وكان ذلك إشارة ضمنية على ما يبدو إلى الدعوة للحوار التي توجه بها قبل أيام وزير الخارجية الروسي سيرفي لافروفو جاء في البيان أن ”رحيل الأسد شرط مسبق لأي حوار يستهدف التوصل إلى حل غير عسكري، إذا كان هذا لا يزال ممكنا”. وقال معارضون إن اجتماع عمان كان لتوحيد صفوف المعارضة قبل يومين من اجتماع بالدوحة يفترض أن يفض إلى توسيع تمثيل المعارضة في المجلس الوطني السوري، أو إنشاء إطار بديل للمجلس يمثل مختلف أطياف المعارضة في الخارج والداخل. ووفقا للمصادر ذاتها، ناقش الاجتماع الإطار البديل، كما ناقشوا تشكيل حكومة مؤقتة، وجداول زمنية لانتخابات رئاسية وتشريعية بعد سقوط محتمل لنظام الأسد. ونقلت مصادر صحفية، عن عضو المجلس الوطني عبد السلام البيطار أن اجتماعات عمان لم تتخذ أي قرارات، وأن ذلك سيكون في اجتماع الدوحة، وحسب مصادر قريبة من المعارضة السورية، كان مصير الأجهزة الأمنية المرتبطة بالنظام في سوريا موضع خلاف في اجتماعات عمان. وفي عمان أيضا، قال المعارض السوري البارز رياض سيف، الذي غادر بلاده قبل بضعة أشهر، إن هناك حاجة ماسة إلى إيجاد بديل للنظام، وقال سيف لرويترز إن ما يدعو إليه هو فترة مؤقتة تبدأ بتشكيل قيادة سياسية للمعارضة، إلى أن تجتمع في دمشق جمعية وطنية تمثل كل السوريين بمجرد سقوط الأسد، داعيا إلى اتخاذ أي إجراء من شأنه التعجيل بسقوطه. وينتظر أن يعرض سيف، الذي التقى رياض حجاب في عمان، في اجتماع الدوحة تشكيل هيئة من 50 عضوا، تختار في وقت لاحق حكومة مؤقتة وتنسق مع الجيش الحر. ميدانيا، تخلى الجيش السوري عن آخر قاعدة عسكرية له بالقرب من بلدة سراقب الشمالية بعد هجوم عنيف شنته قوات المعارضة مما يزيد من عزل مدينة حلب كبرى المدن السورية عن العاصمة. وقالت قوات المعارضة، إنها شنت هجوما بالصواريخ للسيطرة على مطار تافتناز العسكري جنوب غربي حلب.