في تصريح خصّ به البلاد بعد انتهاء لقاء مغلق جمعه مع السيناتور بودينة مصطفى عن الثلث الرئاسي بمجلس الأمة، أكد جمال الدين حبيبي، أنه لم يعلن الحرب يوما على رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة كما روجت لذلك بعض الأوساط، وإنما أعلنها على بعض من حاولوا الانتساب إليه، وأضاف الرئيس السابق لكتلة الثلث الرئاسي بمجلس الأمة لالبلاد أن عصابات المافيا التي استنزفت خيرات البلاد ونكّلت بالعباد، شوّشت على برنامج رئيس الجمهورية الذي قال إنه كان من الأوائل الذين ساندوه ودعموه في رئاسيات .1999 وبرأي حبيبي، فإن أذى تلك الجماعات، طاله وطال أبناءه، والعديد من أفراد عائلته، بمجرد أن سلّم تقريرا لرئيس الجمهورية يعرّي مافيا المخدرات والعقار بوهران، وهو التقرير الذي سرّبت جهات لم يفصح عن هويتها، نسخا منه ومن الرسالة المرفقة به، إلى بعض المسؤولين المتورطين فيه، الذين كانوا يشكلون نواة قيادة وهران في ذلك الوقت وجهات أخرى، فالتسريب المذكور لهذا التقرير السري والخطير للغاية برأي السيد جمال الدين حبيبي، شكل إشارة انطلاق حملة التشويه التي لم تستثن حتى والده القائد الثوري سي الميلود حبيبي الذي كان صديقا مقربا للرئيس بوتفليقة بل وأخا عزيزا له، وما آلم جمال الدين حبيبي، كما قال لنا، إن من بين من قاد الحملة المسعورة، من أصحاب التاريخ المشبوه. ويؤكد جمال الدين حبيبي في تصريحه لالبلاد، أنه لا يخفي سعادته، وهو يرى اليوم بأم عينيه، تساقط رؤوس جماعة المافيا الواحد تلو الآخر، وابتهج كثيرا، لما قُدّم رئيس الأمن الولائي الأسبق مقراني أمام العدالة، لمحاكمته على بعض التجاوزات التي ارتكبها. تساقط هذه الرؤوس التي أساءت لمؤسسات الدولة، أسهم -حسب حبيبي- في استعادة جزء من هيبة الدولة، وأرسل إشارات غير مشفرة للجميع، مؤداها أن لا حصانة لأي كان أمام القانون، مهما علت مسؤوليته ومرتبته في هرم الدولة، وإشارات كهذه -يقول السيناتور السابق حبيبي- لا يمكن إلا أن يثمّنها، ويتوسم فيها الخير كله، فهي بنظره أعادت الاعتبار لضحايا هذه العصابة، التي سخّرت سلطة القانون، لارتكاب جرائمها بحق المواطنين الشرفاء، إشارات بدأ الجميع يتأكد من خلالها أن رئيس الجمهورية، بدأ بالفعل عملية تقويم جادة للاعوجاج الذي لحق بمؤسسات الدولة، وانطلق بحق في قطع رؤوس المفسدين بسيف الحجاج، يقول ذات المتحدث، الذي اعتقد البعض، ومنهم حبيبي أن الرئيس استلّه لقطع أعناقهم في وقت مضى، هذه التحولات -يقول محدثنا- جعلته يراجع حساباته هو الآخر، خاصة وأن عملية التطهير التي باشرها رئيس الجمهورية لم تنطلق قبيل الحملة الانتخابية لرئاسيات ,2009 وإنما قبلها بكثير، فرئيس مصلحة الشرطة القضائية لوهران، وضع في السجن منذ حوالي ثلاث سنوات، بتهم التورط في قضية تبديد أدلة جنائية تتعلق بالاتجار في الهيروين، والسرقة، وكان يمثل القوة الضاربة لرئيس الأمن الولائي الأسبق، حيث كان يسخره رفقة بعض الضباط لإعداد ملفات ضد كل من يقف في وجهه للزّج به في السجن، يؤكد جمال الدين حبيبي، والكل بوهران يعلم ما أصاب الرجال المخلصين من أذى وحفرة على يد هذه الفئة، ومن كان يسانده، وشخصيا -يقول حبيبي- ارتحت لتوقيف مقراني وطرده من سلك الشرطة، لكنني انتظرت مثوله أمام العدالة، حتى يطمئن قلبي، وبمجرد أن بدأت محاكمته ازددت قناعة، أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، قد صدق وعده، وأن تأخره في معالجة ما حدث في وهران، لم يكن إلا تريثا، أملته عوامل لا يعلمها إلا هو، وكسياسي قبل أن أكون صديقا للمجاهد سي عبد القادر، لا يمكنني إلا أن أشد على يديه وأسنده وأدعمه في حربه المعلنة على الفساد، والمسؤولين الفاسدين. وعن سرّ زيارته لمقر تنسيقية اللجان المساندة للمترشح الحر عبد العزيز بوتفليقة بتلمسان، صرّح لنا جمال الدين حبيبي، بأنها جاءت تلبية لدعوة وجهتها له شخصيات فاعلة على رأسها المجاهد بودينة مصطفى، عضو الثلث الرئاسي بمجلس الأمة، والذي يعتبر من أعز أصدقائه، والذي يكن له كل الاحترام، على اعتبار أنه من المجاهدين الحقيقيين، والذي سعى إلى رأب الصدع، وتقريب المسافة بينه وبين رفيقه ورفيق والده في السلاح، لسبب بسيط هو ن برنامج رئيس الجمهورية لا يمكن إلا أن يتماشى مع قناعتي، يقول محدثنا، الذي ذكر أن الدعوة غير المباشرة تلقاها عبر جريدة البلاد التي حاورت، في الواحد والعشرين فبراير، السيناتور مصطفى بودينة والتي أثلجت صدره كما أكده لنا، ليتلقى دعوة مباشرة للحضور إلى تلمسان، هذا الأخير الذي جدد مرة أخرى أنه لم يعارض البتة برنامج الرئيس، وإنما عارض الذين شوشوا على البرنامج، وتحرّشوا بمسانديه، بغرض إما إبعادهم عن الساحة السياسية، أو إلحاقهم بكوكبة المعارضين لرئيس الجمهورية، وهنا شدّد جمال الدين حبيبي على ضرورة مواصلة الجهود الطيبة، لاستعادة كل الوطنيين المخلصين، إلى خندق الوطنية، من أجل قطع الطريق في وجه المتآمرين على وحدة الجزائر واستقرارها، وصرّح لنا بأنه سينطلق في عمل ميداني رفقة بعض الوطنيين المخلصين سيشمل العديد من الولايات، بهدف تجميع القوى الوطنية الحية، لدعم برنامج الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، من منطلق الإيمان بأن الجزائري، لن يجد وطنا أطهر وأنقى من الجزائر التي روتها دماء مليون ونصف المليون من الشهداء، ومن منطلق أنه من الواجب علينا جميعا كمواطنين -يقول محدثنا- وفي مختلف المستويات أن نتكاتف، لاسترجاع طهارة وأمن وسلامة بلادنا، حتى لا تتهمنا الأجيال القادمة بأننا أسهمنا في مضاعفة الانقسامات.