الساحة الإعلامية بالجزائر تعيش المسخ في أسمى وأعمى صوره والحكومة بريئة من دجلنا وعفننا، فالعيب لم يكن يوما في السلطة بقدر ما هو في ''السلاطة'' الإعلامية التي تحولت بفعل ''ماسخ'' إلى مطبخ لطهي شتى المأكولات الشعبية باسم الانتشار على حساب المبادئ والمواقف التي كانت تاج صاحبة الجلالة ومحور وجودها.. في زمن أنور السادات عاشت مصر التهاوي، تنافسا إعلاميا على من ينال حظوة أخذ صورة للرئيس أو الوزير وهو نائم أو عائم أو ساجد أو باسط ذراعيه والصورة لا علاقة لها بالإعلام، بقدر مالها علاقة بالتبضع لأجل فتات قد يكون صفحة إعلانية أو تطوع مجاني حتى ينتشي سيادته بمشاعر العشق والدفء، وأذكر أن إعلاميا كبيرا بالعزيزة مصر تخصص لعهدة كاملة في نقل صور السادات في وضعيات وهو يصلي أو يصطاد أو ينحني ليربت على الفقراء وعلى كلابهم، والمهم أن الإعلام قد تم إعدامه حينها بفعل فاعل ''تزلفي'' تطوع عن طيب خاطر في تصوير المسؤولين حتى في غرف نومهم.. لا فرق بين تجربة إعلام مصر تلك وبين ما يجري في إعدامنا الإعلامي هاته الأيام. إلا في موقع الطبالين والمزمرين فالطريقة نفسها والتاريخ زمر وأعاد نفسه، لكن ما لا يعرفه تجار الإعلام عندنا أن السادات الذي كانت تطربه صوره لا شبه بينه وبين الرئيس، فبوتفليقة الذي دفن ''والدته''، وهي أعز وأغلى من عرف في صمت ودون ضوضاء أو عزاء رسمي، لا يحتاج لأن تصوره المخلوقات الصحفية ساجدا أو متصدقا لكي تتاجر بعلاقته بربه، فرفقا بنا أيها السادة .