يبدو أن بيت الأفلان يحترق بولاية بشار، وأن الخلاف بين القطبين المتخاصمين داخل الحزب بعاصمة الساورة لا يوشك على الانتهاء، ولا حتى على تأجيل الصراع بينهما إلى ما بعد التاسع أفريل القادم موعد الانتخابات الرئاسية، حيث أن أحدهم استبق الأحداث من خلال قرار يحمل إمضاء الأمين العام لجبهة التحرير الوطني عبد العزيز بلخادم مفاده إنهاء مهام محافظ الحزب وفيق بن سليمان وتعيين مكانه محافظا آخر. وبمجرد أن ذاع خبر تغيير المحافظ بين صفوف مناضلي الحزب، بدأ حديث مواز يقول بأن القرار مزور، وأنه لا يوجد أي تغيير، فهل حقا غير بلخادم والهيئة التنفيذية للأفلان محافظ الجبهة في بشار، وإذا كان كذلك فلماذا هذا التغيير في هذا الوقت من الحملة الانتخابية الرئاسية التي يعدّ الحزب العتيد أحد ركائزها ومن شأنه أن لا يكون بداخله أي خلاف يعيق العملية، أما إذا كانت الوثيقة التي تحمل القرار حقا مزورة فمن قام بتزويرها ولصالح من. كل هذه أسئلة لم يستطع أحد الإجابة عليها حتى إطارات الحزب ومنتخبيه الذين حاولوا حسب معلومات للبلاد الاتصال دون انقطاع بالأمين العام للحزب، أما وثيقة القرار والتي تملك البلاد نسخة منها، كما تملك نسخة فإن مجرد المقارنة بين هاتين الوثيقتين في شكلهما ومحتواهما ما يجلب انتباه أبسط الملاحظين، إذ نجد قرار إنهاء مهام المحافظ الأول وتعيين بدله محافظا آخر في نفس الوثيقة، كما أن هذه الوثيقة ذاتها لا تحمل أي مادة من مواد القانون الأساسي للحزب عكس قرار تعيين المحافظ وفيق بن سليمان الذي يحمل 6 مواد، ناهيك عن الأخطاء في وثيقة قرار إنهاء المهام للمحافظ، حيث كتب على هذه الورقة كلمة اتعينب بدلا من ايعينب أي وكأن الشخص المعين الجديد على رأس محافظ الأفلان ببشار هو اامرأةب مع أن اسمه هو اسم رجل. بالمقابل يلاحظ الفرق بين الوثيقتين الأولى التي تعين المحافظ وفيق بن سليمان والمؤرخة في 25 جويلية 2007 والثانية التي لا يكاد التاريخ يظهر عليها يلاحظ الفرق في حجم من الوثيقة الثانية، أما الإمضاء الخاص ببلخادم فهو مطابق أكثر مما يجب فخطوط التوقيع تبدأ في الوثيقتين وتنتهي أيضا في نفس المواقع والأماكن مقارنة بالختم من جبهة، وبكتابتي عبد العزيز بل خادم والأمين العام للهيئة التنفيذيين المجاورتين للختم في أسفل الوثيقتين، فهل يعقل أن يمضي شخص مرتين وبهذا التطابق الكبير؟ ومن جهة أخرى فإنه لا أحد يستطيع الجزم بأن الوثيقة الثانية التي تنهي مهام المحافظ مزورة، كما لا أحد بعاصمة الساورة يستطيع تأكيد التغيير على رأس المحافظة حتى الآن، بل أن البعض استبعد التغيير في هذه المرحلة ليبقى الصراع والجو المكهرب قائما بين مناضلي الحزب بعاصمة الساورة في انتظار الأيام أو الساعات المقلة علّها تكشف عن الحقيقة بين التغيير والتزوير في محافظة الأفلان ببشار.