تفتح محكمة عبان رمضان، بداية الأسبوع المقبل، ملف المنظمة الوطنية لضحايا الإرهاب على خلفية اتهام رئيسة المنظمة، فاطمة الزهراء فليسي، باختلاس وتبديد أموال خاصة والتصريح الكاذب والتزوير من طرف قياديين اثنين في المنظمة. أفادت مصادر قضائية ذات صلة بالملف ل''البلاد''، أمس، بأن فاطمة الزهراء فليسي توجد حاليا في وضعية الإفراج المؤقت للاشتباه باختلاسها أموال المنظمة، وتمثل أمام الفرع الجنائي بمحكمة عبان رمضان في 27من الشهر الجاري للرد على الاتهامات الموجهة إليها، وأدخلت المنظمة في دوامة من الصراع الحاد منذ فترة ليست بالبعيدة. تعود تفاصيل القضية إلى سنة 2005حين أودع رئيس لجنة المراقبة بمنظمة ضحايا الإرهاب والأمين الوطني المكلف بالتنظيم بالهيئة نفسها، شكوى ضد رئيسة المنظمة فاطمة الزهراء فليسي تتضمن ارتكابها مخالفات عديدة بصفتها منتخبة وأمينة عامة بمنظمة ضحايا الإرهاب. كما اتهم القياديان فليسي ب''التصرف في أموال المنظمة حسب أهوائها وتبديدها في غير الغرض المخصص لها من دون تقديم حسابات تبرر أوجه الصرف، ودون استشارة المكتب المسير للمنظمة''. واتهم رئيس لجنة المالية ''ب.ه '' فليسي بتوقيعها على قرارات استفادة من مسكن مخصص لضحايا الإرهاب وبيع مسكن لشخص لا يمت بصلة إلى المنظمة مع عدم تقديم تقرير مالي ومعنوي لنشاط المنظمة منذ العام 2005.واتهم المسؤول ذاته بالمنظمة الأمينة العامة، فاطمة الزهراء فليسي، بتزوير فواتير اقتناء وهمي لعتاد من طرف المنظمة دون تسلمه، والتوقيع على محاضر باسم أعضاء المنظمة الوطنية وأسماء أعضاء سابقين انتقلوا إلى منظمة أخرى. ويتهم رئيس لجنة المالية والمكلف بالتنظيم فليسي باستحواذها على مبلغ 600ألف دج، وفتح حسابات بنكية موازية لحسابات المنظمة الرسمية وتزويدها بمبلغ 5.500.300دج، المتمثل في الدعم المقدم من طرف الدولة للمنظمة والذي صرفت منه مبلغ 64.00.000دج. ومن بين الاتهامات التي وجّهت إلى رئيسة منظمة ضحايا الإرهاب، تحويل هبة قدمتها الولاياتالمتحدةالأمريكية، قدرها 002 ألف دولار، لفائدتها ولفائدة أمينين وطنيين، بالإضافة إلى اتهامها بتزوير فاتورة الهبة التي تلقتها من مكتب الهلال الأحمر الجزائري لخميس خشنة والمتعلقة بكميات كبيرة من الأغطية والبطانيات. وسرد محضر الدعوى التي رفعها القياديان في المنظمة ذاتها قائمة طويلة من الاتهامات ضد فليسي، على غرار شرائها قمصانا باسم المنظمة بأموال مجهولة المصدر وبيعها باسم المنظمة دون إيداع عائداتها بالحساب الرسمي الخاص بهذه الأخيرة. من جهتها، نفت رئيسة المنظمة فاطمة الزهراء فليسي، التي مثلت أمام قاضي التحقيق كشهادة، التهم المنسوبة إليها وصرحت بأنها هي من حضّرت قائمة المستفيدين من السكنات الاجتماعية وسلمتها للمصالح الولائية التي أجرت تحقيقا حول العائلة وحضرت عقود الاستفادة، وفندت قيامها بتحويل أي سكنات مخصصة لضحايا الإرهاب، موضحة أن السكن الذي استفادت منه هي وشقيقتها يعد حقا مشروعا باعتبارهما من ضحايا الإرهاب حيث اغتيل زوجها وصهر أختها على يد الجماعات الإرهابية المسلحة. أما بخصوص هبة الولاياتالمتحدةالأمريكية فصرحت فليسي بأنها قررت رفقة الشاكين استثمارها في مشاريع تجارية، والأمر ذاته بالنسبة للمساعدات المالية الممنوحة من طرف وزارة التضامن ووزارة الطاقة والمناجم. وقد خلصت تحقيقات المصالح القضائية في ملف منظمة ضحايا الإرهاب، إلى اتهام فاطمة الزهراء فليسي بمنح سكنات خاصة بضحايا الإرهاب لفائدة أشخاص لا علاقة لهم بالمنظمة وفتح حسابات بنكية موازية وتبديد أموال المنظمة عن طريق منح مزايا مالية لبعض أعضائها، مع اتهامها بتحويل وجهة الهبة الأمريكية لصالح عضوين في المنظمة و تدوينها هبة الهلال الأحمر الجزائري للمنظمة كمشتريات مع إدراجها فاتورة وهمية، وكذا تحويل هبة أخرى غير مصرح بها لأغراض خاصة والإدلاء بتصريح كاذب فيما يتعلق بالمساعدات التي تلقتها من وزارة الطاقة والمناجم ووزارة التضامن، وعدم إدراج صفقات تمت مباشرتها باسم المنظمة ضمن التقرير المالي السنوي لأغراض خاصة مع الإدلاء بتصريح كاذب.