غطت البذلة الزرقاء وألوان مختلف الأسلاك الأمنية أرض تلمسان ومحيطها. وكل من يدخل المدينة يلمس الهاجس الأمني الذي يخيم عليها، وسط حملة لتعبئة المجتمع المدني والحركة الجمعوية والمنتخبين الجدد بينما أجل المجلس الشعبي الولائي انتخاب رئيس له نظرا لخلافات الأحزاب فيما بينها وضغط التحضيرات لزيارة بوتفليقة وهولاند. وأشارت مصادر محلية إلى تسخير أزيد من 4500 شرطي لضمان أمن الزيارة الرئاسية للرئيس بوتفليقة ونظيره فرونسوا هولاند، فضلا عن دعم من الدرك الوطني وحرس الحدود ووحدات من الجيش الوطني الشعبي التي تسهر منذ أسبوع على عملية التمشيط بالمنطقة الحدودية مع المغرب والولايات المجاورة لتلمسان. بدت تلمسان أكثر استعدادا لاستقبال الرئيس بوتفليقة ونظيره الفرنسي منذ صباح أمس الأربعاء، وعلى امتداد شارع العقيد لطفي الذي يبدأ من باب وهران إلى غاية بريد الجزائر بقلب المدينة، كانت الأعلام تزين طرفي هذا الشارع الرئيسي الذي دأب بوتفليقة السير فيه كل ما حل بتلمسان. وفي نهاية الشارع تم تنصيب لوحة ضخمة حملت صورتي الرئيس بوتفليقة ونظيره الفرنسي هولاند وهما يلوحان بيديهما ومقابل هذه اللوحة وعلى جدار مكتبة المطالعة لقاعة القيروان علقت صورة ضخمة للرئيس بوتفليقة ويده على قلبه وعلى بعد 300 م جنوبا بقرب من ساحة خميستي لايزال المعهد الثقافي الفرنسي محاطا بتشكيلات أمنية لافتة للنظر، وعلى كافة محاور هذا المعهد المجاور لمتحف المدينة كانت الأعلام الفرنسية ترفرف بجانب الرايات الوطنية بينما حمل مقر محافظة جبهة التحرير الوطني ألوانا جديدة بعدما قامت السلطات المحلية بتجديد طلائه. ومرورا بشارع الاستقلال "فرنسا سابقا" الرابط ساحتي خميستي والمشور يسير موكب بوتفليقة وهولاند لزيارة قصر وقلعة المشور، أمام طلبة جامعة تلمسان يلقي الرئيس الفرنسي كلمة بالمناسبة، لكن فئة أخرى من سكان مدينة تلمسان لا تنظر للزيارة بعين الرضا بعدما لجأت السلطات العمومية ولاعتبارات أمنية إلى إخلاء هضبة لالة ستي،. وفي إطار التحضيرات التي جرت للزيارة دائما علمت "البلاد" أن تكلفة التحضيرات لتهيئة المدينة بلغت 20 مليار سنتيم وتوزعت الأشغال على 30 مؤسسة ومقاولة شملت أغلبها غرس الأشجار وطلاء الأبنية والأرصفة وإصلاح الإنارة العمومية دون احتساب نفقات الإطعام والمبيت لمختلف الساهرين على تحضير هذه الزيارة. ومعلوم أن هذه المصاريف غالبا ما يتم اقتطاعها من ميزانية الولاية.