حسناء شعير سجلت الطبعة التاسعة لمعرض الجزائر الوطني للكتاب التي اختتمت فعالياتها مساء أول أمس ب«قصر المعارض" في العاصمة، حضورا قويا للناشرين الشباب رغم “مقاطعة" كثير من دور النشر. ومثل الناشرون الشباب الذين لا يزيد تواجدهم في قطاع النشر على الأربع سنوات؛ أغلبية دور النشر المشاركة وعددها 100 رغم مقاطعة الكثير من الناشرين وعددهم عبر الجزائر يتجاوز ال 300، وهو ما يعيق خدمة القارئ الجزائري الذي يحتاج مختلف أنواع الكتب والإصدارات الجديدة ذات النوعية. وعرفت هذه الطبعة أيضا مقاطعة كثير من دور النشر حيث حضر 108 ناشرين فقط، غير أنها بقيت فرصة للناشرين الشباب للبروز أكثر. وأوضح ناصر خالفي، وهو مدير “دار خالفي للنشر والتوزيع" التي تأسست ببجاية في 2010، أن المعرض “مناسبة لدور النشر الشابة للبروز في ظل المنافسة القوية التي يشهدها قطاع النشر". وقدم المعرض الذي تنظمه نقابة ناشري الكتاب “سنال" مؤلفات للأطفال والكبار وبأسعار معقولة، إذ وصلت التخفيضات إلى حدود ال 35 بالمائة، غير أن بعض الزوار اعتبروا أن “الغلاء الحالي للمعيشة والتهاب الأسعار يعد من أسباب عزوف القراء عن اقتناء الكتب. واقترحت الطبعة التاسعة لهذا المعرض إصدارات في مختلف المجالات بما فيها الكتب المدرسية والمعاجم والموسوعات مع التركيز على الكتاب التاريخي، حيث تم عرض عدد كبير من العناوين لمؤلفين جزائريين حول تاريخ الجزائر في الفترة الاستعمارية من 1830 إلى 1962 صدرت في 2011 و2012، وذلك وفق توضيحات رئيس النقابة الوطنية لناشري الكتاب ومدير “دار الحكمة" أحمد ماضي. من ناحية أخرى، وبالموازاة مع بيع الكتب؛ برمج المنظمون أيضا أنشطة ثقافية وفكرية شملت ندوات حول “الثورة الجزائرية في الكتابات الأجنبية" و«الجزائر والساحل الإفريقي.. الذاكرة المشتركة في مجابهة التطرف والإرهاب" وغيرها. وكان المعرض فتح أبوابه للزوار بالجناح المركزي ل«قصر المعارض" ب«الصنوبر البحري" في العشرين من الشهر الماضي، وذلك تحت شعار “الكتاب في الخمسينية" وشهد عرض 2000 عنوان بين جديد وأخرى أعيد نشرها. ومعروف أن النقابة الوطنية لناشري الكتاب سجلت في الفترة الأخيرة خروج عدد غير قليل من الناشرين بسبب خلافات مع رئيسها أحمد ماضي وصلت إلى حد التراشق بالاتهامات حول ظروف التسيير، وظهر ذلك جليا خلال الجمعية العمومية الأخيرة التي انتخب فيها ماضي رئيسا مجددا وطعن البعض في شرعية تلك الانتخابات رغم إشراف محضر قضائي عليها.