يرى الناقد المسرحي مخلوف بوكروح أنه بعد مرور نصف قرن على تأسيس المسرح الوطني “محي الدين باشطرزي" في عام 1963، لا يمكن احتساب الكثير من الإنجازات التي تم تحقيقها منذ إقامة هذه المؤسسة التي كانت تحمل اسم “دار أوبرا الجزائر" قبل تأميمها في 8 جانفي 1963. ويعتقد بوكروح في حديث ل«البلاد"، أن ما يمكن تسجيله هو بعض التطور المتبوع بالركود، شأنه في ذلك شأن مختلف المؤسسات الثقافية والاقتصادية في الجزائر. واعتبر محدثنا أن العشر سنوات الأولى للمسرح الجزائري كانت موفقة لحد بعيد إلى درجة وصفها بسنوات “العصر الذهبي"، حيث كان مصطفى كاتب على رأس هذه المؤسسة التي بدأت تتراجع لاحقا وتدخل في مرحلة الركود، وذلك مع مطلع الثمانينيات والتسعينيات. ورغم توفر الإمكانيات المادية إلا أن أداء هذه المؤسسة التي كان بوكروح مديرها سابقا، يعد ضعيفا ولا يستجيب لتطلعات المثقف الجزائري. واعتبر مخلوف بوكروح الذي تردد في الحديث عن الموضوع مبررا ذلك بعدم دعوته لحضور الاحتفالية الخاصة بمرور نصف قرن على تأسيس المسرح الوطني، “إن أبا الفنون" في الجزائر لا يزال حبيس الاقتباس والترجمة في ظل غياب نصوص مسرحية أو كتاب مسرح، وأوضح هنا “لست لا صاحب العرس ولا مدعوا إليه.. ولا علاقة لي بما يحدث في المسرح الوطني ولكن يمكنني القول إنه إلى يومنا هذا لم يظهر كاتب مسرحي متخصص في الفن الدرامي المسرحي.. أنا شخصيا لا أعرف ولا واحدا منهم، ومازلت أحمل في ذاكرتي فقط كاتب ياسين ومولود معمري". من ناحية أخرى، تتضمن احتفالية “خمسينية المسرح"، عرض 12 مسرحية وعروض فنية ستحييها كل من “الأوركسترا السيمفونية" النمساوية “يوهان ستروس" و«الأوركسترا" الوطنية. ومن بين المسرحيات التي ستعرض “المشعل" للمسرح الجهوي لوهران و«ما تبقى من بريد الشهداء" للمسرح الجهوي لسوق أهراس و«الشيخ أحداد" لمسرح الجهوي لبجاية. ويميز هذه الذكرى تقديم عرض مسرحي اقتبس مخرج المسرحية الممثل والمسرحي أحمد بن عيسى نصه من رواية “نجمة" التي تعتبر من أهم الأعمال الأدبية للكاتب والمسرحي كاتب ياسين. كما ستقدم عروض خاصة بفنون الكلام ستقام بمختلف المؤسسات الثقافية بالجزائر العاصمة على غرار مكتبة “مولود فرعون" بالجزائر العاصمة ومتحف الخط العربي والمنمنمات والمتحف الجزائري للفنون الحديثة. وسيتم خلال هذه الأيام المخصصة للاحتفال بتأميم المسرح الوطني في 8 جانفي 1963، برمجة قراءات لنصوص من السجل المسرح الوطني الجزائري