في الماضي البعيد.. كانت قبائل العرب المتناحرة.. تتبنى في غزوها عنصري المفاجأة والتعمية.. فتكمن نهارا.. وتتحرك ليلا.. وغالبا ما تضرب في الهزيع الأخير من الليل.. أي وأهل الخيام نيام. وهذا التكتيك الصحراوي القديم.. لا يزال فاعلا في حروب الأسلحة الذكية والطائرات بلا طيار.. ففي وزيرستان لا تدري جماعة طالبان متى ولا من أين تأتي الضربة؟ وفي اليمن السعيد الذي أثقلته الهموم.. لم يكن العولقي يعلم مصدر الخطر.. من الأرض أم من السماء؟ المشكلة أننا نحن عرب هذا الزمان لا نتعلم من الماضي.. ولا نتعظ بالحاضر.. ولا نتطلع إلى المستقبل.. والأسوأ من هذا كله أننا لا ننتبه إلى الخطر الداهم.. إلا عندما نعلق بين أنياب الأفعى السامة.. وتتسرب أنزيماتها في عروق الوطن.. ويتوقف قلبه عن الحركة!! سبق وأن قلت.. إن الكلام والكلمات عند الغربيين ليسا سواء.. فالكلمات لها دلالة.. أما الكلام فبضاعة الثرثارين.. وقد رأينا قبل أيام كيف بشر بانيتا بالمقاربة المغاربية في قهر الإرهاب.. وجاء كلامه مبطنا إلى حد ما.. واليوم تتقدم هيلاري كلينتون خطوة إلى الأمام.. لتقول لنا بعبارة صريحة (لا يمكن للولايات المتحدة أن تسمح بتحول شمال مالي إلى ملاذ لمتمردين إسلاميين قد يشكلون لاحقاً تهديداً مباشراً بدرجة أكبر للمصالح الأمريكية..). فهل فهمتم ما تريد أن تقول؟ هي تحذرنا ولا تخفي شيئا: شئتم أم أبيتم نحن قادمون.. والدور عليكم هذه المرة.. من أنفاق تورابورا.. إلى رمال تومبوكتو المتحركة.. ثمة قاعدة لا أحد يعرف تركيبتها السحرية.. ولا كيف تتناسل أو تموت إلا نحن.. ومن لم يكن معنا.. فهو ضدنا.. ومن كان ضدنا وضعناه في كيس أسود.. ورميناه في المحيط الهندي كما رمينا بن لادن.. وانتهى الأمر.