استغلت اعتداء تيڤنتورين لتصفية حسابات سياسية وزير الداخلية المغربي: ندعم دون تحفظ التدخل الفرنسي في مالي أنس.ج حالة من البهجة تسود الأوساط المغربية القريبة من المخزن بعد اعتداء عين أمناس، حيث استغلت هذا الهجوم الإرهابي لتسوق لفكرة تحول الجزائر إلى بكستان جديدة، بحكم جوارها مع مالي، كما يتحدث خبراء المخزن الأمنيون على أساس دخول الجزائر في مرحلة عدم الاستقرار بعد هذا الاعتداء، رغم أن أي بلد معرض للاعتداءات الإرهابية بما في ذلمك المغرب الذي تعرض لهجمات إرهابية في الدارالبيضاء ومراكش! ورغم أن الخبراء المغاربة يظهرون حرصهم على أمن واستقرار الجزائر في كل تصريحاتهم، غير أنهم يدسون السم في العسل من خلال المبالغة في تصوير الجزائر أنها بلد غير مستقر ومصادر الطاقة "المحسودة عليها" في خطر، وهو ما ظهر في اجتماع وزراء داخلية المغرب وإسبانياوفرنسا والبرتغال، حيث سوق المغاربة بقوة أن ما حدث في عين أمناس يجعل مصادر الطاقة للبلدان الأوروبية في خطر محدق، وهي دعوة غير مباشرة للبحث عن مصادر بديلة، كما تحدثوا عن تهديد أمني كبير للمغرب قادم من الحدود الجزائرية رغم أن أي حادثة أمنية لم تسجل في هذا المجال، ما يظهر إصرارا مغربيا على وصم الجزائر بعدم الاستقرار كما كان الحال في التسعينيات، والتسويق لنفسه أنه الواحة الوحيدة في صحراء المنطقة. وفي هذا الإطار قال خالد الشكراوي الأستاذ بمعهد الدراسات الإفريقية بالرباط، إن الهجوم على حفل غاز "عين أمناس" أوضح بشكل جلي أن هناك تهديدا مباشرا للمصالح الغربية الإستراتيجية في منطقة الساحل والصحراء، خاصة تلك المرتبطة بمصادر النفط والغاز. واعتبر الشكراوي أن تدهور الوضع الأمني على الحدود الجزائرية أو الموريتانية وعدم الاستقرار في هذين البلدين بحكم قربها من الصراع الدائر في مالي، سيؤثر بشكل مباشر على استقرار المغرب وكذلك الحال في إسبانيا والبرتغال. من جانبه قال الموساوي العجلاوي، الخبير المغربي في الشأن الإفريقي، إن "دول المغرب العربي وفي مقدمتها المغرب تشكل عمقا إستراتيجيا أساسيا للأمن القومي الأوروبي"، مشيرا إلى أن هناك مخاوف متصاعدة من وصول شظايا الحرب الدائرة في مالي إلى دول الجوار المغاربي. ولفت إلى أن ذلك عجل، حسب الخبير، بإعادة ترتيب الأوراق والتنسيق بين المصالح الأمنية للمغرب وفرنساوإسبانيا والبرتغال خلال الاجتماع الأخير في الرباط. وأبدى العجلاوي مخاوفه من أن تعيد الحرب الجارية في المنطقة "إنتاج السيناريو الأفغاني والباكستاني" خاصة بالنسبة للجزائر وموريتانيا بسبب ما اعتبره الولاءات التي تدين بها عدة قبائل وجماعات إثنية في هذين البلدين، لعدد من الجماعات الإسلامية المقاتلة في شمال مالي إلى جانب علاقات القربى والمصاهرة التي تجمعها ببعضها البعض. واعتبر العجلاوي أن التهديدات الأمنية التي تمس المغرب قد تأتي من الجنوب الغربي للجزائر، ومن المنطقة الواقعة شرق الشريط الأمني المقام على الحدود في الصحراء المتنازع عليها والخاضعة لسيطرة جبهة البوليساريو. من جانبه أعرب وزير الداخلية المغربي محند العنصر، لأول مرة، عن دعم بلاده "دون تحفظ" للتدخل العسكري الفرنسي في مالي وذلك خلال لقاء حول الأمن شارك فيه عدد من البلدان الأوروبية منها فرنسا. وقال العنصر في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الفرنسي مانويل فالس "إننا نرى أن التدخل الفرنسي مناسب، وفي محله لأنه يهدف إلى الدفاع عن وحدة أراضي مالي". وجاءت تصريحات الوزير المغربي، في نهاية اجتماع أمني ضم إلى جانبه وزراء داخلية فرنساوإسبانيا والبرتغال.