فجّر التناول الإعلامي والسياسي المغربي لما حدث في عين أمناس والوضع في المنطقة أزمة صامتة بين نظام المخزن في المغرب وحكومة بن كيران. وفيما أعلن وزير خارجية المغرب عن تضامن بلاده مع الجزائر في مكافحة الإرهاب وتنديده بالاعتداء الذي استهدف قاعدة الغاز ب«تيڤنتورين" جنوبالجزائر، سرّعت الصحف المغربية وباقي المواقع الإخبارية المحسوبة على نظام المخزن من وتيرة هجومها على الدور الجزائري في منطقة الساحل ومكافحة الإرهاب في المنطقة. فقد عمدت وكالة المغرب العربي للأنباء إلى نشر قصاصات ومواقف تشكك في قدرات الجيش الجزائري في التعامل مع الجماعات الإرهابية وأن السلاح الجزائري موجه لحروب الجيوش النظامية وليس لحرب العصابات، وتناست تحليلات الخبراء المغاربة ما مضى من سنوات الدماء والدموع عندما واجهت قوات الأمن المشتركة المئات من العمليات التي نفذتها الجماعات الإرهابية في حرب عصابات تمت مواجهتها بشجاعة. الحملة المغربية تعدت كل الأخلاق ومشاعر الضحايا وعائلاتهم في الجزائر وخارجها من ضحايا الإرهاب فقد نشرت مواقع إلكترونية مخزنية مهجوما مباشرا على الجزائر ومؤسساتها خصوصا الجيش الوطني الشعبي، عندما ادّعت افتقاده لعقيدة الحوار، وهو الذي حرص على تأطير أول عملية للمصالحة الوطنية بدأت بقانون الرحمة وتسليم الجيش الإسلامي للإنقاذ أسلحته في نهاية التسعينيات مرورا بالوئام والسلم والمصالحة وهي مراحل لا يجب القفز عليها لأن الجيش الوطني الشعبي هو من أشرف على تنفيذها حقنا لدماء الجزائريين . وسائل الإعلام المغربية استعانت بخبراء أجانب للتشكيك في الدور الجزائري وكمثال على ذلك البريطاني “جيرمي كونان" كما دخل على الخط النائب الفرنسي “نوال ممار"، وبعض الوسائط الإعلامية المحسوبة على ما يعرف في الأوساط الإعلامية في المغرب وفرنسا بجماعة إقامات مراكش الذين يقضون عطلهم السنوية والخاصة في إقامات مغربية مدفوعة. و لايبدو أن المغرب المخزني يريد تهدئة الوضع مع الجزائر وهو توجه ترجمته رسالة الملك محمد السادس للقمة العربية الاقتصادية في الرياض عندما هاجم الجزائر بشكل واضح واتهمها بعرقلة التعاون الاقتصادي بين دول المغرب العربي، وهوما تقوم به الدوائر المحسوبة عليه من تحامل على الجزائر، بينما تقف في الضفة الأخرى حكومة بن كيران وكأنها تغرّد خارج السرب المخزني وحيدة في محاولة لرأب الصدع دون جدوى.