30 وكالة سياحية صحراوية تجمد عملها و200 مهددة ب “الإفلاس" ن. عبدالوهاب تعرضت السياحة الصحراوية بالجزائر ل “نكسة" أفقدتها ما لا يقل عن 90 في المائة من السياح الأجانب، ودفعت بالوكالات السياحية المنتشرة في المنطقة ل “تجميد نشاطها"، وأصابت أخرى بلعنة البطالة التي تهدد 200 وكالة ب “الإفلاس"، نتيجة لمخاوف الأجانب من المنطقة بعد حادث “عين أمناس" والحرب الدائرة بالساحل الإفريقي. وفي لقاء مع “البلاد"، قال رئيس وكالة “ميزريرن السياحية"، أحمد زقري، إنّ السياحة تعرف “تراجعا رهيبا" منذ بداية أزمة شمال مالي، خاصة مع التدخل العسكري الذي قادته فرنسا في المنطقة، ما جعل “السياح الأجانب" يحسبون للجنوبالجزائري ألف حساب قبل المجيء والمغامرة بزيارة المنطقة التي تفتقد حاليا لأكثر من 90 في المائة من السياح الأجانب. وأكّد زقري أنّ ما لا يقل عن 30 وكالة سياحية جمدت نشاطاتها وأعمالها هذه الأيام بولاية إليزي بعدما ترنحت طويلا على أرجوحة “البطالة". كما أكّد وجود أكثر من 200 وكالة سياحية منتشرة بصحراء الجزائر مهددة ب “الإفلاس" في أي وقت جراء ما سماه “الموت الإكلينيكي" للسياحة الصحراوية. وأضاف النائب البرلماني السابق أنّ معظم الوكالات السياحية في منطقة الجنوب الكبير تعاني من تبعات الحرب الدائرة بشمال مالي والأوضاع الأمنية المتردية المحيطة بمنطقتهم، والتي أصبحت “خطرا حقيقيا" على السياحة بالصحراء. وطالب الرجل ب« الإعفاء الجبائي" ورفع الضرائب التي تثقل كاهلهم كاستثناء خلال هذه الفترة، ومسح جميع ديون الوكالات السياحية المتضررة من الحالة الأمنية للمنطقة. واعترف بمحدودية “السياحة الداخلية"، مرجعا الأمر لغلاء تذاكر السفر في الخطوط الجوية الجزائرية، التي طالب المتحدث ب “تحرير الأسعار" وتمكين مبدأ “المنافسة" وعدم احتكار “الخطوط الجزائرية" للمنطقة. ومن شأن تحرير الأسعار وتخفيضها يضيف زقري أن تدفع إلى تنشيط “السياحة الداخلية" وحمل السياح الجزائريين على زيارة المنطقة، وتعويض ضرر غياب “السياحة الأجنبية". وتشير بعض التقارير إلى أنّ الدول الغربية تمنع رعاياها من السفر لمنطقة الجنوب، خوفا من تكرار سيناريو"اختطاف الرهائن الأجانب" الذي أفرزه بشدة الوضع الأمني في منطقة الساحل، خاصة وأنّ الجنوبالجزائري الكبير هو الوجهة المفضلة والقبلة الأولى للسياح الأجانب. الوزير بن مرادي يؤكد : اعتداء “تيڤنتورين" لم يؤثر على السياحة في الصحراء قال وزير السياحة والصناعة التقليدية، محمد بن مرادي، إن الهجمات الإرهابية على منطقة عين أمناس أو ما يعرف باعتداء تيڤنتورين، لم يلغ رحلات السياح الأجانب إلى جنوبالجزائر. وصرح الوزير خلال الندوة الصحفية التي نشطها بفندق الجزائر، أن الاعتداء الإرهابي على منطقة تڤنتورين وانعدام الأمن بالمنطقة له تأثير كبير على السياحة الجزائرية، مستدركا في الوقت نفسه أن هذا لم يلغ الرحلات التي حجزت للسياح خلال الفترة الأخيرة والتي لا تزال متواصلة، مشيرا إلى أن عدد السياح الذين قدموا إلى الجزائر سنة 2012 بلغ 680 ألف سائح، حيث بلغت المداخيل 400 مليار دنيار لكل من قطاعي السياحة والصناعة التقليدية. وأوضح بن مرادي أن قطاع الصناعة التقليدية وفر 489 منصب عمل من بينهم 106 ألف منصب عمل خلال السنة الفارطة، وهو أول قطاع يتمكن من توفير هذه النسبة. فيما ينتظر أن يتم توفير 200 ألف منصب شغل خلال سنة 2015 فيما يخص قطاع السياحة، و 75 الف سرير من خلال المشاريع الاستراتيجية التي بلغت نهاية 2012 713 مشروع استثماري، 67 بالمئة على واجهة البحر انطلقت وهي الآن في طور الإنجاز، و3 بالمئة توجد بالصحراء الجزائرية. أما فيما يخص العقار في المناطق السياحية، فقد قال إن الوزارة ستتبع استراتيجية خاصة من أجل جلب السواح الوطنيين وعدم البحث عن السياحة في الخارج لإعادة الاعتبار للسياحة الجزائرية. وفي هذا الصدد أكد المسوول الأول عن قطاع السياحة أن هذه المشاريع ستوفر 38 ألف منصب عمل وبغلاف مالي قدره 270 مليار دينار، مشيرا إلى أنه في الوقت الحالي توجد 800 ألف وكالة سياحية تنشط على المستوى الوطني. فيما سيتم العمل على بلوغ ألف وكالة خلال السنوات القليلة القادمة. وأضاف المتحدث أن هناك نقصا كبيرا في المؤسسات السياحية وهو ما يؤكد عدد الجزائريين الذين يزورن تونس سنويا والذين يقدر عددهم ب 800 ألف جزائري، مما يثبت أن هناك نقصا في التكوين السياحي في الجزائر، بالرغم من مساهمة قطاع التكوين المهني في هذا المجال، حيث قال إن وزارة السياحة ستعقد اتفاقية مع وزارة التكوين المهني من أجل فتح 200 محل خاص بالحرفيين، مشيرا إلى أن الشهر القادم ستكون هناك جلسات وطنية فيما يخص الصناعة التقليدية.