قال محققون تابعون للأمم المتحدة أمس الاثنين إنهم حددوا سوريين “في مواقع قيادية” قد يكونون مسؤولين عن جرائم حرب إضافة إلى وحدات متهمة بارتكابها. وأضافوا في أحدث تقرير أن كلا من قوات الحكومة ومقاتلي المعارضة يرتكبون جرائم حرب -تتضمن القتل والتعذيب- لبث الرعب بين المدنيين. وقالت كارين كونيج أبو زيد وهي واحدة من اربعة مفوضين في الفريق الذي يضم نحو 24 خبيرا لوكالة رويترز “لدينا معلومات تشير إلى أشخاص أعطوا توجيهات ومسؤولين عن سياسة الحكومة.. أشخاص في قيادة الجيش على سبيل المثال”. وتابعت “هذه هي المرة الأولى التي نذكر فيها المحكمة الجنائية الدولية بشكل مباشر. مجلس الأمن بحاجة للاجتماع وتحديد ما إذا كان سيحيل الأمر للمحكمة الجنائية الدولية أم لا. لست متفائلة”. لكن هذه القائمة الثالثة التي تم إعدادها بتحديث قائمتين وضعتا العام الماضي ظلت سرية. وقال دبلوماسي أوروبي “الأدلة التي تم جمعها قابعة في خزائن مكتب المفوضة السامية إلى أن يحين الوقت الذي يمكن أن تحال فيه إلى المحكمة ويفحصها الادعاء”. وقال محققو الأممالمتحدة إن القوات الحكومية السورية شنت عمليات قصف وغارات جوية في مختلف أرجاء سوريا بما في ذلك حلب ودمشق ودرعا وحمص وإدلب مشيرين إلى أدلة إثبات جمعت من صور بالأقمار الصناعية. وجاء في التقرير “في بعض الوقائع مثل الهجوم على الحراك وقع قصف عشوائي أعقبته عمليات برية ارتكبت خلالها القوات الحكومية عمليات قتل جماعي.” والحراك بلدة في محافظة درعا الجنوبية حيث قال سكان للمحققين إن أكثر من 500 مدني قتلوا في أوت الماضي. وتابع التقرير “القوات الحكومية والميليشيات التابعة لها ارتكبت عمليات إعدام خارج الإطار القانوني ما يعد انتهاكا لقانون حقوق الإنسان الدولي. ويمثل هذا السلوك أيضا جريمة حرب هي القتل. وحينما يرتكب القتل في إطار هجوم واسع النطاق أو ممنهج ضد سكان مدنيين مع العلم بهذا فإن هذه جريمة ضد الإنسانية”. وأضاف التقرير إنه تم استهداف طوابير عند مخابز وجنازات بهدف “بث الرعب بين السكان المدنيين”. كما جاء به “القوات المسلحة السورية تتبع استراتيجية استخدام القصف ونيران القناصة بهدف القتل وإحداث عاهات مستديمة والإصابة وترويع السكان المدنيين في المناطق التي وقعت تحت سيطرة جماعات مسلحة مناهضة للحكومة” وأضاف أن القوات الحكومية استخدمت قنابل عنقودية وإن لم تظهر أدلة على استخدام أي طرف لاسلحة كيماوية. وقال التقرير كذلك إن قوات المعارضة التي تقاتل للإطاحة بالأسد ارتكبت جرائم حرب منها القتل والتعذيب واحتجاز رهائن واستخدام فتية تقل أعمارهم عن 15 عاما في القتال. وتابع “إنهم يواصلون تعريض السكان المدنيين للخطر بوضع أهداف عسكرية داخل مناطق مدنية.” وتابع أن قناصة المعارضين تسببوا في “سقوط أعداد كبيرة من القتلى والجرحى المدنيين”. ومضى التقرير يقول “إلا أن الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعات المسلحة المناهضة للحكومة لم تصل إلى كثافة ونطاق تلك التي ارتكبتها القوات الحكومية والميليشيا التابعة لها”. وتابع أن المقاتلين الأجانب والعديد منهم من ليبيا وتونس والسعودية ولبنان والعراق ومصر زادوا من تطرف المعارضين وساعدوا في تفجير عبوات ناسفة تسببت في سقوط قتلى.