توعدت كارلا ديل بونتي محققة الاممالمتحدة السابقة في جرائم الحرب يوم الخميس بأن تقدم للعدالة شخصيات سياسية وعسكرية كبيرة في سوريا ربما ارتكبت جرائم حرب أو أمرت بارتكابها. وقالت ديل بونتي التي انضمت الى فريق محققي الاممالمتحدة لحقوق الانسان بشأن سوريا انها ستساعد في جمع الادلة والاقوال التي يمكن ان تستخدم في محكمة دولية أو محكمة سورية. يجمع الفريق الذي يقوده الخبير البرازيلي باولو بينيرو أدلة وشهادات عن الأعمال الوحشية التي ارتكبتها القوات الحكومية السورية ومقاتلو المعارضة خلال الصراع الذي بدأ منذ 19 شهرا. وقالت ديل بونتي للصحفيين “المهمة الاساسية هي الاستمرار في التحقيق باتجاه تحديد السلطات السياسية والعسكرية الكبرى المسؤولة عن هذه الجرائم.” وأضافت ديل بونتي في وقت لاحق في مقابلة مع قناة تلفزيون سويسرية ان الامر متروك لمؤسسات الاممالمتحدة والقوى الكبرى كي تقرر ما تفعله بالنتائج التي يتوصل اليها فريق التحقيق الذي سيرفع تقريره القادم في يناير كانون الثاني. وقالت “لا نعرف حتى الان ان كانت ستكون محكمة دولية أو محكمة وطنية أو ماذا. مهمتنا هي القيام بهذا التحقيق لجمع أدلة وسيكون الامر متروكا لمجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة أو مجلس الامن لكي يقرر.” وفي آخر تقرير للمحققين في اغسطس اب قالوا ان قوات الحكومة السورية وميليشيا متحالفة معها ارتكبت جرائم حرب منها قتل وتعذيب مدنيين فيما بدا انها سياسة تمارس بتوجيه من الدولة. وأعد المحققون قائمة سرية بأسماء أفراد سوريين ووحدات يشتبه في ارتكابهم جرائم حرب منها القتل والتعذيب يقولون انها قد تمهد الطريق أمام محاكمة جنائية مستقبلا. وقالت ديل بونتي يوم الخميس “لسنا محكمة ولسنا جهة ادعاء جنائي. ما نقوم به هو جمع الادلة لمبادرة قضائية مستقبلية فيما يتعلق بمحاسبة المسؤولين عن تلك الانتهكات.” وتوجد القائمة في خزانة بمكتب مفوضة الاممالمتحدة السامية لحقوق الانسان نافي بيلاي التي طالبت مجلس الامن التابع للامم المتحدة مرارا بإحالة سوريا الى ادعاء المحكمة الجنائية الدولية. وقال بينيرو ان القائمة يمكن ان تسلم يوما الى جهة قضائية مؤهلة قادرة على احترام السرية وحماية الشهود لكن هذا يتطلب قرارا من مجلس الامن. وصرح بأن لجنة التحقيق تلقت مزاعم عن استخدام قنابل عنقودية لكن ليس لديها معلومات ملموسة. وقال بينيرو للصحفيين في جنيف “قررنا إرسال خطاب للرئيس بشار الأسد ندعو فيه الى اجتماع… سيكون من المهم جدا اذا ستطاع استقبالنا.” وأضاف “نعتزم التوجه الى هناك دون شروط للقاء الرئيس الاسد لبحث مسألة دخول لجنتنا الى سوريا.” وزار بينيرو دمشق بصفته الشخصية في يونيو حزيران لاجراء محادثات مع كبار المسؤولين السوريين