^ الحادث تكرر ثلاث مرات واستياء في أوساط العائلات الجزائرية أثارت عملية القرصنة التي طالت قناة تلفزيونية خاصة بالجزائر نهاية الأسبوع، أزمة لدى المجتمع الجزائري، حيث خلّف حادث بثّ فيلم إباحي على القناة استياء العائلات الجزائرية التي تعوّدت متابعة برامج القناة، واعتبروا هذا الحادث مساسا وضربا بتقاليد الأسرة الجزائرية وأخلاقها رغم كل التطوّر والتحوّل الذي يشهده المجتمع. فإذا علمنا أن مثل هذا الحادث يتكرر للمرة الثالثة منذ إنشاء الفضائيات الخاصة الجزائرية، فإن الأمر أصبح انشغالا خطيرا يستدعي النظر في الوضعية القانونية لهذه القنوات، على غرار مسؤوليتها فيما تتعرّض له من قرصنة وبرامج تمسّ وتخدش أخلاق المجتمع الجزائري، لا سيما أن الجميع يعلم أن هذه الأخيرة تنشط دون حماية قانونية أي لا يوجد أي قانون يُنظمها. “البلاد" استفسرت عن تأثير وضع هذه القنوات وبثّ برامج تؤثر على سلوك أو أفكار المجتمع الجزائري حتى ولو كان الأمر يتعلق بعملية قرصنة، وأيضا حول الجهة المخوّلة قانونا حماية هذه القنوات. وفي هذا الصدد أكد الدكتور عبد القادر شعباني أستاذ علوم الإعلام والاتصال بالمدرسة العليا للصحافة بالجزائر وصاحب أبحاث منذ سنة 2000 في مواضيع متعلقة بالجريمة الإلكترونية، أن “الهاركرز" هم أشخاص قادرون على قرصنة أي مؤسسة في العالم سواء رسمية أو غير رسمية ومنها القنوات الفضائية، إذ يُمكنهم الحصول على شفرات كل الهيئات ثم قرصنتها، باعتبار أن الفضاء مفتوح، وبالتالي كل مؤسسة أو هيئة في أي دولة معرّضة للقرصنة". وأوضح متحدثنا أن “عملية القرصنة يُمكن تحديد هوية فاعليها بمعنى الجهة أو المكان أو البلد الذي تمت فيه القرصنة، ويتم ذلك من طرف خلايا تابعة لمصالح الأمن في الدول المكلفة بمكافحة الجريمة الإلكترونية"، وأكد متحدثنا في هذا الشأن أن “قرصنة القنوات تعدّ جريمة إلكترونية". وبخصوص الجهة المسؤولة عن حماية هذه القنوات، أكد الدكتور شعباني أن “حماية القنوات صعب جدا على الرغم من أن مؤسسات البثّ العالمية تتوفر على مصالح مختصة في الإعلام الآلي ومهمتها مواجهة أي هجمات على الفور، لكن الثغرة موجودة دائما"، مشيرا إلى أن “هدف مثل هذه العمليات هو توقيف القناة عن البثّ أو المساس بمصداقيتها أو التشويش على برنامج من برامج القناة". وفي هذا السياق، ذكر مصدر عليم ل«البلاد" أن “هذه القنوات باعتبار أنها خاضعة للقانون الأجنبي، لا يحقّ لها المطالبة بفتح تحقيق في هوية الجهة أو الجهات التي تقف وراء عملية القرصنة أو التشويش على برامجها وذلك بالبلد الذي تنشط فيه"، بمعنى هذه القنوات يتم الإرسال فيها عن طريق القمر الصناعي موجود في دولة ما، وبالتالي يُمكن أن تُقدم شكوى فقط لدى الدولة التي تبثّ منها هذه القناة حيث يوجد فيها أستوديو البثّ. وأضاف المصدر أنه حتى الشركات التي تقوم بتجهيز هذه القنوات تقنيا بداية من توفير مساحة لها على القمر الصناعي لا تملك صلاحية البحث عن القراصنة أو حماية هذه القنوات باعتبارها مؤسسات متعددة الجنسيات".وأشار مصدرنا إلى أن الهدف من استهداف قنوات فضائية لا علاقة له بالمنافسة، بل لأن منظومة الإرسال الرقمي هي منظومة جدّ هشّة ومن السهل اختراقها ولا تحتاج العملية إلى خبراء ومختصين لتنفيذ عملية مثل هذه. في إطار متصل، أثار الدكتور بلقاسم مصطفاوي أستاذ بالمدرسة العليا للصحافة بالجزائر الذي يعدّ من بين الأخصائيين في مجال السمعي البصري ومدير الدراسات ما بعد التدرج والبحث العلمي بالمدرسة، إشكالية علاقة الوضع القانوني لهذه القنوات الخاصة والجهة المسؤولة عن حمايتها، حيث أكد في هذا الشأن أن القنوات الجزائرية الخاصة “تنشط بطريقة غير قانونية لأن الجزائر لم تُصدر بعد قانون السمعي البصري وبالتالي إنشاء هذه القنوات يُشبه وضع التجارة الموازية في الأسواق، رغم أنها تملك إرادة في تطوير عمل السمعي البصري في الجزائر من خلال إعداد برامج مهمة، لكنها تفتقد للإطار القانوني الذي يحميها وبالتالي لا يحقّ لها المطالبة بحقوقها لا سيما في الحماية من عمليات القرصنة أو سرقة برامجها لدى أي جهة داخليا". ودقّ الباحث ناقوس الخطر من تكرار الهجمات وقرصنة هذه القنوات الخاصة الموجهة للجزائريين، حيث أكد أن ذلك “يعدّ مؤشرا سلبيا لفتح السمعي البصري في الجزائري وتطويره". فاطمة الزهراء.أ بيان قناة الشروق تعرضت قناة الشروق صبيحة اليوم الجمعة إلى عملية قرصنة على مستوى القمر الصناعي “نايل سات"، دفعت القائمين على القناة إلى توقيف البث مؤقتا إلى غاية تأمين الموقع وتجهيزات البث. وإذ نأسف لمثل هذه المحاولات اليائسة لوقف نجاحات الشروق، نؤكد أننا ماضون في متابعة الجهات المسؤولة عن القرصنة داخل أو خارج الوطن قضائيا، وفضحها أمام الرأي العام الوطني والدولي، وهي الجهات التي يزعجها نجاح الشروق “تي في" واقتحامها مجال السمعي البصري كأول قناة كسرت حاجز الخوف لدى الجزائريين. ووفرت لهم متنفسا حقيقيا للتعبير عن الرأي الحر، وفتحت المجال أيضا لزميلاتها من القنوات التي يعج بها الفضاء الجزائري اليوم.