في محاولة من الرئيس السوري، بشار الأسد، للإجابة على سؤال لمراسلة صحيفة “صنداي تايمز” البريطانية حول سقوط أكثر من 70 ألف قتيل في البلاد، طالب الأسد بمعرفة أسماء القتلى حتى يتم تحديد كيف ماتوا. وعندما حاولت الصحافية إعادة الأسد للإجابة عن سؤالها بعد أن تهرب من الإجابة عنه، وذلك عبر الحديث عن مشاهدتها طفلا في السابعة من عمره في أحد مخيمات الأردن، فقد يده وساقه وخمسة من رفاقه في قصف على الحراك بدرعا، أجاب الأسد بالسؤال “هل هو سوري؟” وأردف بالسؤال عن اسمه. وإلى ذلك، اتهم الأسد، الحكومة البريطانية بالسعي إلى “تسليح الإرهابيين” في بلاده، وذلك في المقابلة نشرتها الصحيفة البريطانية، الأحد، وبثت شريط فيديو لها على موقعها على الإنترنت. وقال الأسد للصحيفة الأسبوعية: “كيف لنا أن ننتظر منهم الحد من العنف في حين أنهم يريدون إرسال معدات عسكرية إلى الإرهابيين، ولا يحاولون تسهيل الحوار بين السوريين”. وأضاف “بصراحة، لعبت بريطانيا دوراً شهيراً غير بناء في عدد من القضايا منذ عقود، أنا أتحدث عن الانطباع السائد في منطقتنا”. وأكد الرئيس السوري أن “المشكلة مع هذه الحكومة، هي أن خطابها الأجوف وغير الناضج لا يؤدي إلا إلى ترسيخ هذا التقليد الاستعماري العدواني”. وكانت حكومة رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، أبدت تأييدها زيادة المساعدات إلى المقاتلين المعارضين للرئيس الأسد، كما أيدت رفع الحظر الأوروبي المفروض على إرسال أسلحة إلى سوريا بهدف التمكن من إرسال معدات عسكرية إلى المعارضة. وقرر وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي في منتصف فبراير/شباط تمديد العقوبات المفروضة على سوريا والسماح بتقديم مزيد من الدعم للمعارضة، ولكنهم رفضوا رفع الحظر على الأسلحة. واتهم الأسد فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة بأنها “تدعم الإرهاب في سوريا بشكل مباشر أو غير مباشر، عسكريا أو سياسيا”، بحسب المقتطفات التي أوردتها وكالة الأنباء السورية (سانا). وجدد الرئيس السوري تحذيره من تداعيات “اللعب بخط التماس” السوري على “سائر أنحاء الشرق الأوسط”. وقال “لقد قلت مرارا إن سوريا بمثابة خط تماس جغرافيا وسياسيا واجتماعيا وأيديولوجيا، ولذلك فإن اللعب بهذا الخط سيكون له تداعيات خطيرة في سائر أنحاء الشرق الأوسط”، مشدداً على أن “القاعدة وأيديولوجيتها تشكل تهديدا وخطرا ليس فقط على سوريا بل على المنطقة بأسرها”.