اتهم الرئيس السوري بشار الاسد الحكومة البريطانية بالسعي الى "تسليح الارهابيين" في بلاده، وذلك في مقابلة نشرتها صحيفة صنداي تايمز البريطانية وبثت شريط فيديو لها على موقعها على الانترنت. وقال الاحد للصحيفة الاسبوعية "كيف لنا ان ننتظر منهم الحد من العنف في حين انهم يريدون ارسال معدات عسكرية الى الارهابيين ولا يحاولون تسهيل الحوار بين السوريين". واضاف في المقابلة التي اجريت معه قبل ايام "بصراحة لقد اشتهرت بريطانيا بلعب دور غير بناء في منطقتنا في عدد من القضايا منذ عقود، والبعض يقول منذ عقود، انا اتحدث عن الانطباع السائد في منطقتنا". واكد الرئيس السوري أن "المشكلة مع هذه الحكومة، هي ان خطابها السطحي و غير الناضج يبرز فقط هذا الارث من الهيمنة العدوانية"، متهما الحكومة البريطانية بانها "تتصرف بطريقة ساذجة ومشوشة وغير و غير واقعية". واضاف "اذا ارادوا أن يلعبوا دورا عليهم تغيير هذا و التصرف بطريقة اكثر عقلانية ومسؤولية والى أن يحصل ذلك فنحن لا نتوقع من مشعل حرائق أن يكون رجل اطفاء". وكانت حكومة رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ابدت تأييدها زيادة المساعدات الى المقاتلين المعارضين للرئيس الاسد، كما ايدت رفع الحظر الاوروبي المفروض على إرسال اسلحة إلى سوريا بهدف التمكن من ارسال معدات عسكرية الى المعارضة. وقرر وزراء خارجية دول الاتحاد الاوروبي في منتصف فبراير تمديد العقوبات المفروضة على سوريا والسماح بتقديم مزيد من الدعم للمعارضة ولكنهم رفضوا رفع الحظر على الاسلحة. واكد الاسد ان الاتصالات مقطوعة بين دمشق ولندن منذ وقت طويلة، متهما بريطانيا بالافتقار إلى المصداقية ما لا يؤهلها للقيام باي دور في حل الازمة السورية. وقال "اذا اردت التحدث عن دور، لا يمكن فصل الدور عن المصداقية ولا يمكن فصل المداقية عن تاريخ هذا البلد" كذلك طالب الاسد كل من يريد وقف العنف في سوريا ان يضغط على تركيا وقطر والسعودية "للتوقف عن تزويد الارهابيين بالمال والسلاح"، مؤكدا ان هذا هو مفتاح وقف العنف في سوريا. وقال الرئيس السوري "اذا كان احد يريد بصدق واشدد على كلمة بصدق، ان يساهد سوريا وان يساعد في وقف العنف في بلدنا يمكنه القيام بامر واحد هو الذهاب الى تركيا والجلوس مع (رئيس وزرائها رجب طيب) اردوغان وان يقول له: توقف عن تهريب الارهابيين الى سوريا، توقف على ارسال الاسلحة وتأمين الدعم اللوجستي لاولئك الارهابيين”. واضاف ان من يريد وقف العنف في سوريا يمكنه ايضا "ان يذهب الى قطر والسعودية ويقول لهما توقفا عن تمويل الارهابيين في سوريا". وجدد الاسد رفضه التنحي وقال ردا على سؤال عن الدعوة الى التنحي التي وجهها اليه وزير الخارجية الامريكي الجديد جون كيري "رسالتي ليست فقط لكيري بل لاي شخص يريد التحدث بشأن الازمة السوري وهي ان السوريين وحدهم هم من يمكن لهم ان يقولوا للرئيس ابق أو ارحل، تعال او اذهب، ولا احد غيرهم". وتابع "اقول هذا بوضوح كي لا يضيع الاخرون وقتهم ولكي يعرفوا على ماذا يركزون". واضافة الى قطر وتركيا والسعودية اتهم الاسد فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة بانها "تدعم الارهاب في سوريا بشكل مباشر او غير مباشر، عسكريا او سياسيا"، بحسب مقتطفات من المقابلة نشرت ترجمتها بالعربية وكالة الانباء السورية سانا. وجدد الرئيس السوري تحذيره من تداعيات "اللعب بخط التماس" السوري على "سائر أنحاء الشرق الأوسط". وقال "لقد قلت مرارا ان سوريا هي بمثابة خط تماس جغرافيا وسياسيا، واجتماعيا، وأيديولوجيا، ولذلك فإن اللعب بهذا الخط سيكون له تداعيات خطيرة في سائر أنحاء الشرق الاوسط"، مشددا على ان "القاعدة وأيديولوجيتها تشكل تهديدا وخطرا ليس فقط على سوريا بل على المنطقة بأسرها".