الجنوب الثائر عن آخر “شرذمة” وقبر وفقر ومعاناة فيه، أوصل رسالته الكاملة إلى سكان القصور ممن ينعمون بهوى وهواء البحر، فمليونية الرمل من شباب “نَكت” بهم الوزير الأول حين وصفهم بالشرذمة وبجماعة الدومنيو أغلقوا اللعبة ب”دوبل سيس” على رأس سلة و”شلة” سلال، ونتيجة المواجهة بين “شراذم” الجنوب و”قماقم” الشمال أن الرياء والربا الذي اقترف في حق الوطن على مدار سنوات من “القرض” الرسمي لحياة مستلبة انتهى إلى صرخة زلزلت سلة “النفط” الرسمي، بعد أن زحفت الرمال باتجاه آل البحر، حيث القضية لم تكن تدخلا خارجيا ولكنها “تدخن” داخلي، أعطى الشراذم من خلاله درسا للقماقم بأنهم لا يقلون وطنية عن الآخرين وأن كل الكلام عن الخارج و”الناتو” وغيره من توابل العمالة لجهات أجنبية، مجرد ذر للرمال في عيون تعرف أن من سرق السوناطراك، لم يكن شخصا جنوبيا ولكنه “شكيب” وزاري أهلك الحرث والنسل النفطيين وكان فتيلا من أدوات الانفجار المتعددة المقاصف التي أخرجت الرجل الأسمر من خيمته و”شايه” وهدوء نفسه ليصرح في عزّ الشمس..بركاااات شبعنا من “الرّناكة والتبلعيط أنتاعكم”.. الجنوب حرك رماله، وتعامل سلة و”سلال” الحاكمين مع مليونية الخميس، حيث درس الوطنية جاء من أقصى الجنوب، بعدما نزع المنتفضون عنهم دعاية الانتماء إلى الخارج ودعوات الانفصال وغيرها من بضاعة “لويزة حنون” المتاجر بها في الأسواق السياسة، ذاك التعامل من طرف سلة وسلال الحاكمين مع الواقع الجديد، يجب أن يخرج من إطار التخوين ووصفات “الشرذمة”، إلى ساحة أن للرمل غضبته العارمة وأن ضرورة سلامة الوطن أن تعاد صياغة الأسئلة والأجوبة على أكثر من مجال للخروج من مأزق.. الغرق الجنوبي الذي يمكن أن يجرف أخضر ويابس الجميع، خاصة أن استعراض ورڤلة أفهم القابعين والمتربصين من وراء البحر، أن ما عجزوا عن تفجيره في الشمال يمكن أن ينفجر في الجنوب وببساطة مطلقة، حيث التربة خصبة والأجواء مهيأة والسلطة قمة في الغياب والعطب.. كما أن المأساة، في وجهها وفي مليونياتها الجنوبية أن الحكومة، عرتها عاصفة الصحراء، كما عرتها “كتاستروف” الشرق، فالتزامن المطلق بين الغضب الجنوبي وبين فجيعة الشرق في “(هارون وإبراهيم) من طرف “كتاستروف” الغياب الأمني، الذي تمكن ببراعة من إجراء تحاليل الحمض النووي لنوايا منتفضي الجنوب الانفصالية (؟؟)، فيما عجز عن رصد شذوذ “مامين” و”كتاستروف” قتلة الأطفال، ذاك التزامن المطلق أثبت أن قضية الجنوب هي قضية الشرق والغرب والشمال، فالأمر يتعلق بوطن انتهك اللصوص ثرواته كما انتهك الشذوذ حياة أطفاله، والحكومة التي يكتشف كبيرها “شراذم” الشعب، كان الأولى بها أن تلقي القبض على “شرذمة” المال وشرذمة الشواذ، وبعدها فلنتكلم ولنزايد بأمن الوطن والمواطن ومؤامرات التدخل الخارجي والناتو اللذين حبلا لنا في التشريعيات السابقة مسخا برلمانيا، أدخل “الحفافات” دنيا التشريع والحصانة.. فيا سادة، لقد صدقكم الناس في موقعتكم التشريعية الأولى فماذا ستقولون لهم في حكاية “كتاستروف” الشرق والجنوب، هل هو “الناتو” من قتل النبيين والصبيين (إبراهيم وهارون) في قسنطينة أم أنه ذاك المبني للمجهول الذي حرر الإنسان الجزائري من آدميته ليصبح آلة قتل متنقلة، يمكن أن تغتصب حياة الجنوب والشرق وكل مكان في هذا الوطن المفجوع في سلطته وفي أمنه وفي مجتمعه وقيمه.. حين نعلم أن “كتاستورف” ومامين الشاذين اللذين قتلا البنوة فينا وفي أطفالنا بعاصمة الشرق، كان شخصين مشبوهين أمام أعين الدولة والمجتمع وأن الكل كان يتابع مغامراتهما عن كثب وصمت مطبقين، نفسر الطوفان الذي وصل إلى جنوب البلاد، فرمال الجنوب لم تكن وليدة مليونية “نريد حقنا”، ولكنها كثبان رملية ظل الجميع وعلى امتداد سنوات من القحط والجفاف يتابع تراكماتها، فمنذ متى و”شاي” الصحراء يغلي، ومنذ متى والزوابع تشعر البحر بأن للرمل زحفا متحركا يهدد الوطن بتصحر شامل لا يستثني بحرا ولا برا إلا طاله، فهل ترى من حبسوا أنفاس الحكومة وسلالها جاؤوا صدفة من العدم، أم أن فخامته وحكوماته المستنسخة من زمن أويحيى ووصولا إلى سلال، كلها تلقت بالأمس وقبل سنوات عجاف إشعارا مسبقا بأن الرمل كما الأرض كروي الشكل وسنة الله في خلقة “الدراون”، فهل العلة كانت في “كتاستروف” الجنوب، أم في “كتاستورف” السلطة التي ظلت تتستر على الشذوذ الممارس في حق جزء من وطن ظل مصطبرا حتى فاض كيله ومكياله.. أغرب وأفجع وأوضع ما يمكن أن يصطدم به عاقل في “كتاستروف” الغياب الرسمي عن حياة الوطن والمواطن، أن مغتصبي وقاتلي الصبيين إبراهيم وهارون، كان يقطنان على بعد 500 متر من حي الضحيتين، وأن قتلهما كان نتيجة للاستنفار الأمني و”الشعبي” الذي صاحب اختفاءهما، حيث إن المجرمين اللذين خطفا الطفلين لغاية شذوذية، هالتهما التعبئة الأمنية والشعبية التي حدثت بعد الاختطاف فقررا التخلص من الدليل، خاصة أن المكان الوحيد الذي لم يتم البحث فيه عن الخاطفين، كان أمام عتبة “الباب”. فالأمن استنفر جهده في التحقيق بالغابات والطرقات وحتى بالقمر والمريخ، أما بمحاذاة “الدار”، حيث المشتبه فيهما على بعد 500 متر من موقع الجريمة والحي، فإن “الوشم” والشذوذ والمخدرات التي ظهرت على هيئة القاتلين، لم ثر أي حدس أمني ولا حس مدني.. المجرم كان بين أيديهم، لكن للأسف سنة “الله غالب” مبرر كاف لكي يذبح كل أطفالنا في حوادث مشابهة لحكاية “كتاستروف” المفرج عنه في إطار “عفو” رئاسي سابق؟ ببساطة ابحثوا عن “كتاستروف” الجنوب بين مدرجات مكاتبكم، ولا داعي لأن تمددوا اختصاصكم للوصول إلى القمر والمريخ للبحث عن توابل المؤامرات، لأن القضية أبسط مما تتوقعون، إنها قضية رغيف أخرج بطالين من مختلف الملامح ليصرخوا فيكم..الأزمة، ليست أزمة انفصال، ولكنه “انفصام” رسمي يفتح أجواءه للطائرات الفرنسية، ثم يتهم من يطلب عملا بالتعاون بإدارة أجندات أجنبية… الجنوب، أيها السادة، كما الشرق والغرب والشمال يريد حقا وليس وطنا بديلا… فهل وصلت رسالة أن ال”كتاستروف” لم تكن إلا أنتم.. يكتبه/ أسامة وحيد