عبد المالك سلال الذي عوّدنا على النكت المبكية التي لا تضحك إلا وفده المرافق و«المنافق" له، يتبرأ من زلة “الشرذمة" التي وصف بها بطالو الجنوب، خاصة بعد أن قرر “متشرذمو" الصحراء تنظيم مسيرة من مليون “متشرذم"، هدفها رأس سلال و«شراذم" الحكومة المستوزرين.. ما يجري هذه الأيام من تعفين لرمال جنوبية متحركة باتجاه أهل الشمائل والشمال، لا يمكن فصله عن واقع الغياب الرسمي الذي انتبه مسؤولوه للإجحاف الذي تعرضت له بقرة، جسدها في الصحراء وضرعها في البحر، حيث أخيرا وأمام مخاوف ما يحاك من تآمر دولي جعل من آبار الصحراء هدفا مرتجى، تحركت الآلة الرسمية لمحاصرة مشاكل اجتماعية أخذت أبعاد “الأجندة" السياسية الأجنبية، ليكون الإنزال الحكومي “قطرة" من غيث متأخر النزول والهطول.. حين نعلم أن زلة لسان الوزير الأول لم تكن إلا شجرة في غابة نفطية متشابكة، أججت برميل البارود المترصد بالجنوب، نعرف أن الغابة المخفية أكبر من خطأ لفظي من سلال، نعلم أنه أراد أن يضحكنا ففجّر البراميل عن غير قصد، فقضية البطالين والاستعباد لليد العاملة الجنوبية و«حڤرتها"، قضية اجتماعية عمرها أكثر من عشرين عاما من الاحتجاجات التي سمعها الرئيس بنفسه في الأغواط وفي حاسي الرمل، لكن تجاهل الحكومات المتوالية للعاصفة، جعل منها قضية “سياسية".. فترى من رمى “الشراذم" بين يدي الأجندات الأجنبية، أليسوا هم المسؤولين أنفسهم؟ فمنذ متى ونحن نتابع احتجاجات العمل في القواعد النفطية من طرف شباب الجنوب الذي قهرته الشركات الأجنبية البترولية؟ هل الأمر يتعلق بستة أشهر أم بسنوات من صراخ “الشراذم" الذين صعّدوا من مطلب الحق في العمل إلى الحق في الحياة.. نعتقد أن “سلال" الذي وصل متأخرا لساحة الألغام، كان عليه أن يتكلم عن “شراذم" المسؤولين الذي أوصلوا الوضع إلى ما هو عليه.. أما عن “شراذم" الصحراء، فالجنوب لا يريد إلا الحق الكريم في العمل و الجزائر فوق كل اعتبار و«غبار" خفي؟