دونا عن سبعة آلاف مدينة من 135 دولة شاركت في تظاهرة “ساعة الأرض"، حيث العالم أطفأ الكهرباء لمدة ساعة كاملة فيما يسمى محاربة الاحتباس الحراري، تخلفت مدن الجزائر عن الحدث البيئي العالمي، لتكون رسالة جزائرنا يا بلاد الاحتباس بأننا شعب مع الاحتباس الحراري والسبب لا علاقة له بتمردنا على قوانين البيئة أو عدم خوفنا من نهاية وقيام ساعة الأرض ولكن لأن الاحتباس في هذا البلد المحبوس لم يعد يتعلق بالبيئة فقط ولكنه تجاوز الكهرباء ليكون جزءا من الغاز ومن السوناطراك ومن أن فخامته غاضب جدا من الاحتباس السياسي والاجتماعي والاقتصادي الذي تعيشه “جزائر" فيها كل شيء وليس فيها شيء.. تظاهرة “طفو الضو" لمدة ساعة خدمة للأرض، لم تشارك فيها ولا مدينة من مدن الجزائر، وبغض النظر عن أنه ليس لدينا مدن أصلا، فإن حكاية “طفي الضو" لساعة، يمكنها أن تنطبق على جميع الدول، إلا علينا نحن، كون هذا البلد بوضع الاحتباس الذي نعيشه منذ نصف قرن، طفى الضو لمدة خمسين عاما لكن جماعة الاحتباس الحراري لم يفهموا أن “الخفافيش" التي تصنع رعب الأطفال ورعب الفساد ورعب الكساد لم تكن إلا تحصيل حاصل لليل لا يريد أن ينجلي.. حين يصبح واقعنا سمفونية أخبار متفرقة ومتقاطعة في “عثور بائس" على جثة شاب في الطريق"، وجنين بباب مسجد، وبقايا من أطفال مختطفين بالإضافة لبقية من وطن “طفو عليه الضو".. نقول إنه لا داع لأن يتكلم العالم عن مصدر الاحتباس الحراري، فهاهنا اخترع الاحتباس ومن هنا مر إليكم كل احتباس..فواصلوا واستنفدوا ما تبقى من مسيرة “طفو الضو" ولبلاد راها “غاية" مادامت سياسة “أنا وحدي نضوي لبلاد" هي السارية “الظلام"..للعلم وعلى طريقة العثور على جثة وعلى جنين وعلى ثغرة مالية، نخشى أن لا ننتظر طويلا، حتى نقرأ..خبر العثور على وطن رماه آله على ناصية طريق مهجور بسبب “طفاوا الضوّ" ونسوا كيف يعاد تشغيل زره.. إِنَّ فِي قَتْلِي حَيَاتِي…!