عمري بشير الترفاس أو الفڤاع أو كما يعرف وسط اهل الخليج بالكمأ، نبتة فطرية تنبت في الأراضي الصحراوية وشبه الصحراوية، به من الفوائد والقيمة الغذائية ما يضاهي اللحم والبيض والجمبري، ويعرف وسط سكان المدية بحبار الفقراء للطلب المرتفع عليه وسط الفقراء والغلابى كما يعرف طائر الحبار في عالم الأثرياء. وتشهد عدد من بلديات المدية الجنوبية الواقعة على حدود ولايتي المسيلة والجلفة إقبالا غير مسبوق من قبل سكان هذه المناطق ومناطق مجاورة لها، طلبا ل«الترفاس" الذي يظهر هذه الأيام بأرياف هذه المدن، والذي شهد ثمنه ارتفاعا وصل إلى 1200 دينار للكيلوغرام، مما دفع بالكثير من العارفين بعالم هذه النبتة للبحث عنها وجنيها بايديهم، كونها متوفرة بعدد من بلديات المدية على غرار مدينة الشهبونية والبواعيش، فالزائر لهما يظهر له جليا مدى إقبال الناس بحثا عن الترفاس أو ما يدل عليه، فمنهم من يبيع ما يلتقطه بعين المكان بأسعار يحددها حجم ونوع الكمأة، ومنهم من ينقلها إلى السوق ليبيعها حسب ما يحدده قانون العرض والطلب، حيث وصل ثمنه إلى 1200 دينار حسب نوع هذه الثمرة وحجمها. وأشار بعض العارفين بالترفاس إلى أنه مادة غذائية بها الكثير من الفوائد تضاهي فوائد الجنبري وأنواع اللحوم الأخرى كما أنها غنية بالبروتين وتحتوي على الفسفور والبوتاسيوم والصوديوم وكذا الفيتامينات. وقد وردت فوائدها في الطب النبوي. كما أنها تقوي الذاكرة والقدرة الجنسية، مما جعل الطلب عليها يرتفع يوما بعد يوم، والترفاس ثلاث أنواع منها الأبيض والأحمر والأسود، ويعتبر النوع الأخير "الأسود" من أغنى أنواع الترفاس بفوائده يجنى من المناطق الوعرة وبين الأحراش ويسمى "البربري"، ومن خصائص هذه النبتة أنها تنمو بلا بذور ويتم اكتشافها بعلامات طبيعية ميزها الله بها، حيث تنمو بجنبها نباتات كالرقيق والقزاح لتدل على مكانها كون هذه الاخيرة تنمو تحت الأرض، وهي نباتات وفطريات برية تكثر في المناطق الصحراوية التي تشهد تهاطلا غزيرا لأمطار فصلي الخريف والشتاء ويشخصها العلم بأنها فطر يتكون في باطن الأرض الصحراوية بسبب اشتداد الرعد والبرق. لأن البرق يعمل على تكوين أكسيد الأزوت في الهواء الجوي وتذوب هذه الأكاسيد مع مياه المطر ثم تسقط على الأرض. ويتسبب الأزوت في نمو هذه الفطريات في شكل فقع لذيذة الطعم ذات رائحة عطرية. لذا فقد أطلق عليها اسم "بنت الرعد" والترفاس فطر من الفصيلة الكمئية من اللازهريات، يشبه درنات البطاطس في الحجم، ولا جذر له ولا ساق وينمو مطمورا في التربة ثم تنفتق الأرض عنه من غير جهد شريطة توفر المكان والزمان والمطر. وبسبب ارتفاع درجة الحرارة هذه الايام بولاية المدية، دفعت بالكثيرين للإقبال على مدن المدية الجنوبية طلبا للاستجمام والبحث عن الترفاس لما تزخر به هذه المادة الغذائية من فوائد تميزها عن غيرها