أطلقت الجمعية الوطنية لمكافحة الأمراض المتنقلة عن طريق الجنس، ''أنيس''، أمس، حملة جوارية مجانية للكشف عن الأمراض الصامتة (السكري، ارتفاع الضغط الدموي الشرياني، السيدا...)، والتي تضرب الفئات الهشة بالمناطق النائية والمعزولة على مستوى أربع ولايات شرقية هي عنابة، الطارف، سكيكدة وفالمة وذلك استجابة للنداء العالمي الذي أطلقته هيئة الأممالمتحدة ضد الفقر يوم 17 أكتوبر الجاري. وأكد الدكتور صوفي اسكندر، رئيس الجمعية خلال ندوة صحفية نشطها أمس بمقر هيئته في عنابة، أن الهدف من هذه الحملة، إضافة إلى الكشف عن الأمراض، هو توجيه وتقريب الفئات الهشة من الهياكل الصحية المتخصصة في علاج تلك الأمراض، مشيرا إلى أن هذا العمل الجواري يرتكز على خمس نقاط أساسية هي ''الكشف عن الأمراض الصامتة بكل أنواعها، أي تلك الأمراض التي لا تظهر أعراضها على المريض ولا تكتشف إلا من خلال إجراء تحاليل بسيطة على الدم، إضافة لترقية الإعلام الصحي حول الأمراض غير المعدية والأخرى المتنقلة عبر الجنس، وتوزيع الأدوية على المصابين المعوزين وتوجيه هذه الفئة نحو المؤسسات الاستشفائية المتخصصة''. وشرعت الجمعية في تعبئة نشطاء جمعويين في المجال لاستهداف الفئات الفقيرة بالمناطق النائية التي تجد صعوبات مادية وثقافية في الكشف عن الأمراض والأوبئة التي تعاني منها. وعلى نفس الصعيد، أشار الدكتور اسكندر إلى التضارب حول إحصائيات هذه الأمراض في الجزائر وغياب أرقام مرجعية تعتمد عليها الجمعيات الناشطة في المجال بعيدا عن الاستغلال السياسي لهذه الإحصائيات. وللتدليل على التباعد بين الإحصائيات الرسمية والواقع الميداني، ساق المتحدث مثالا عن دراسة أجرتها الجمعية حول قرية فري حمادي ببلدية التريعات وقرية سيدي حامد ببلدية العلمة في عنابة، أظهرت أن معدل الإصابة بارتفاع الضغط الدموي الشرياني يتراوح مابين 48 و 52 بالمائة. في حين أن الأرقام الرسمية تحصر معدل الإصابة في القريتين في 2 بالمائة فقط. وشدد على أن هذه العينة تعبر عن خطورة التهميش والإقصاء الذي تتعرض له المناطق المحرومة. وفي الموضوع، أوضح منشط الندوة أن إحصائيات الخلايا الجوارية لوكالة التنمية الاجتماعية تبرز اتساع رقعة الفقر كلما اتجهنا نحو البلديات والمناطق البعيدة عن عواصمالولايات وتبين عجزا ولا مساواة في التغطية الصحية، والكشف المسبق عن الأمراض قياسا مع المناطق الحضرية، ناهيك عن صعوبات الحصول على الأدوية. علما أن الفقر والأمية -حسب الدكتور اسكندر- يتسببا في تفشي الأمراض المتنقلة عبر الجنس، وهو موضوع الحملة المقبلة بتلك المناطق، على حد تعبيره. وتشارك في هذه الحملة الجوارية، إضافة إلى جمعية ''أنيس''، طواقم طبية، صيدلانية، وشبه طبية ومختصون في علم النفس والاجتماع يمثلون مديريات الصحة، مختبر ''نفو نورديسك'' العالمي والمركز المرجعي لمكافحة الأمراض المتنقلة عبر الجنس والسيدا بالجزائر وكذا الخلايا الجوارية لوكالة التنمية الاجتماعية.