باشر أمس وزير التجارة، مصطفى بن بادة، الجولة الحادية عشر لمفاوضات انضمام الجزائر إلى المنظمة العالمية للتجارة، وتأتي هذه الجولة بعد توقف للمفاوضات دام خمس سنوات. وقد أرسلت الجزائر وفدا من الخبراء الجزائريين المفاوضين من أجل تحقيق تقدم في مسار الانضمام إلى المنظمة العالمية للتجارة، وبدأت المفاوضات الثنائية بين الجزائر و12 دولة منذ يوم الثلاثاء 02 أفريل الحالي بجنيف السويسرية، بهدف كسب دول جديدة لدعم ملف انضمام الجزائر للمنظمة. وقد انطلقت أمس الجمعة المفاوضات المتعددة الأطراف، وستقدم الجزائر 12 وثيقة تستجيب لأغلب متطلبات الانضمام وتتضمن أجوبة صريحة على الأسئلة المطروحة من طرف المنظمة. وكان بن بادة أكد عشية المفاوضات، في تصريح للقناة الثانية للإذاعة الجزائرية أن "الجولة 11 من المفاوضات مهمة جدا للجزائر، خصوصا أنها تأتي بعد خمس سنوات من التوقف"، معربا عن أمله في أن "نقنع أعضاء المنظمة حول المعطيات الجديدة التي حملناها بملفنا ما يمكننا من الاطلاع أكثر عن المراحل المقبلة للمفاوضات". ومن المرتقب أن يدرس الاجتماع أجوبة الجزائر على الأسئلة الإضافية لأعضاء المنظمة وكذا تطور عمليات مطابقة النظام التجاري الجزائري والمفاوضات الثنائية حول تعزيز الرسوم والالتزامات الخصوصية حول تجارة الخدمات. مع العلم أن وزارة التجارة كانت قد أكدت سابقا أن ملف انضمام الجزائر إلى المنظمة العالمية للتجارة يشهد "تقدما واضحا"، بالإضافة إلى الوضع الاقتصادي الدولي المشجع لانضمام البلد إلى هذه المنظمة العالمية. مع العلم أن وزير التجارة قام بزيارة إلى واشنطن مؤخرا، وأجرى محادثات مع مسؤولين أمريكيين سامين بكتابة الدولة وبكتابة التجارة حول العلاقات الاقتصادية بين الجزائر والولايات المتحدة، وكذا استكمال إجراءات انضمام الجزائر إلى المنظمة العالمية للتجارة، حيث قال الوزير في هذا الخصوص "هذه المرة لدينا ملف تم تحضيره جيدا ومتماسك يمكن الدفاع عنه في حين تم التكفل ب80 بالمائة من الأسئلة التي طرحها الطرف الأمريكي في إطار هذه العملية". للإشارة باشرت الجزائر مسار الانضمام إلى المنظمة العالمية للتجارة منذ جوان 1987 وهو تاريخ إيداع طلبها الرسمي بالانضمام إلى الاتفاقية العامة حول التعريفات والتجارة "الغات" المنظمة التي حلت محلها المنظمة العالمية للتجارة، ومع ذلك لم تنطلق المفاوضات بشكل ملموس إلا بعد تقديم الجزائر مذكرتها الخاصة بالتجارة الخارجية في جويلية 1996 وانعقاد الاجتماع الأول لمجموعة العمل في أفريل 1998، وأجابت الجزائر منذ ذلك الحين على أكثر من 1630 سؤالا لأعضاء المنظمة العالمية للتجارة.