عالجت محكمة الجنايات بمجلس قضاء باتنة، نهاية الأسبوع الماضي، قضية تتعلق بالتزوير واستعمال المزور وتقليد أختام الدولة والدمغات والطوابع والعلامات المعدة لوضعها باسم الحكومة، وهي الوقائع التي توبع بها 27 شخصا أصدرت في حقهم أحكام متفاوتة بالسجن النافذ تراوحت بين 3 سنوات وسنة. وكانت مصالح الأمن خلال السنوات الثلاثة الأخيرة قد كشفت أغوار القضية، وأفضت التحقيقات فيها إلى وقوع شبكة مكونة من 27 شخصا من بينهم فنان تشكيلي أثبتت التحريات صلتهم بالوقائع. وحسب الوارد في القضية، فإن مصالح الشرطة القضائية بدائرة بريكةبباتنة سجلت استعمال أصحاب السيارات لقسيمات اشتراك مزورة، خاتمها يحمل رسم مصلحة الضرائب المختلفة لذات الدائرة، وهي الظاهرة التي استفحلت، حسب التقارير الأمنية، قبل توقيف صاحب سيارة من نوع “ سيتروان “ يسمى “ د. ر«، تبين عند تفحص أوراق مركبته أن القسيمة مزورة وأن الطابع غير مطابق تماما للطابع الأصلي للإدارة، ليتم توقيفه ويعترف أنه اشترى القسيمة المزورة بمبلغ 1000 دج من المسمى “ب. ح«، هذا الأخير قاد التحقيق بتصريحاته إلى الرأس المدبر حسبه وهو جاره “ع. ي« الذي أوقف وهو على متن سيارة من نوع رونو 25، عثر بها عند التفتيش على بطاقة رمادية باسم “ح س« مسجلة على مركبة من نوع “فيات إينو"، وقد اعترف عند سماعه بأنها مزورة، وقد أتى بها إلى زبونه “ع. ص« قصد استعمالها لسيارته التي ليس لها سند إثبات، وعند القيام بتفتيش منزله عثر على سيارة “بيجو205 “ ولوحات ترقيم، وقد اعترف أن السيارة دون وثائق واشتراها لجاره “ب. ح«. أما البطاقة الرمادية المزورة فصرح أنه اشتراها من المدعو “ب. م “ بطلب من زبونه “ن. ع« وأنه هو من قام بالكتابة عليها. أما القسيمات والختم الموضوع عليها فأقر بأنه يعرف شخصا يدعى “ع س« وهو رسام وفنان تشكيلي، اتصل به وطلب منه أن يضع له بعض الأختام التي تحمل شعار الجمهورية والمصالح الإدارية، وصنع له أكثر من 50 ختما بما فيها أختام دائرية جافة، وطبع له أصول القسيمات بمدرسة للإعلام الآلي ببريكة، وبعد إحضار هذه الأختام المقلدة والمحررات والوثائق الإدارية، شرع في عملية التزوير بالتنسيق مع زبائنه والشبكة التي يشرف عليها مباشرة ووصل عدد أفرادها إلى 27 عضوا، حيث اعترف المتهم الأول بوجود شركاء له من مدينة “مقرة" التابعة لولاية المسيلة. كما أن صاحب مدرسة الإعلام الآلي المسمى “ي. ع« يقوم بطبع الوثائق الإدارية لحسابه باستثناء البطاقات الرمادية وبطاقات مراقبة السيارات، وأضاف المتهم أن وسائل التزوير مخبأة لدى صهره “ل. ف« الذي عثر لديه على 66 بطاقة رمادية، و57 وصل قسيمة سيارات و44 وصل إيداع ملف لتسجيل السيارات ووكالة، وختما يحمل شعار الجمهورية وأختاما لقباضة الضرائب