علمت “البلاد” من مصادر خاصة، أن وزيرة الثقافة خليدة تومي وعدت عمال المسرح الوطني “محي الدين باشطرزي” بتسوية وضعيتهم الإدارية والاجتماعية التي كانت سببا في اعتصامهم منذ ثلاثة أيام أمام مبنى المسرح. ورفع المحتجون لافتات تنادي بالحوار مع الوزيرة عوض الإدارة التي رفضت الاستجابة لمطالبهم، وطعنت في شرعية احتجاج العمال معتبرة إياه “تجاوزا صارخا يعاقب عليه القانون، وذلك بصرف النظر عن حق العمال في التعبيرعن مطالبهم في الأطر المحددة في القوانين والتنظيمات”. وكانت تومي أرسلت أول أمس ممثلين عنها إلى عمال المسرح للتفاوض معهم حول جملة المطالب التي رفعوها، أهمها تلبية المقررات الرئاسية، ومراجعة تطبيق الأجور بالنظر إلى الأزمة التي تعرفها شبكة الأجور بالمسرح الوطني، إلى جانب ترسيم المتعاقدين. وتوصل العمال بعد مفاوضات دامت لساعات، وفق مصادرنا، إلى إيقاف الاعتصام والعدول عن فكرة الإضراب المفتوح، كون وزيرة الثقافة ستقوم بتسوية وضعيتهم في أجل أقصاه عشرين يوما. واستأنف عمال المسرح الوطني الموقعين على محضر الإضراب والذي استجاب له 80 بالمائة من مجموع 145 عاملا، وظائفهم داخل مبنى المسرح الوطني، حيث أحيت “الأوركسترا السيمفونية” الوطنية سهرة أول أمس، حفلا فنيا في انتظار أن تتم الاستجابة الفعلية لجملة المطالب التي وصفوها ب”الشرعية”، في حين تقرر تنصيب فرع نقابي بالمسرح الوطني من طرف مجلس إدارة المسرح، وذلك ليكون ممثلا عن العمال وناطقا باسمهم. من ناحية أخرى، أحيت “الأوركسترا السيمفونية” الوطنية بقيادة “المايسترو” الأوكراني “فولودمير شايكو” حفلا فنيا بالمسرح الوطني مجسدة خلاله لقاء لمختلف إبداعات الموسيقى “الكلاسيكية” العالمية. وقدمت “الأوركسترا” معزوفات لموسيقيين عالميين كبار على غرار “فيردي” و”بوتشيني” و”خاشاتوريان” و”بليني”، بالإضافة إلى تقديم مقتطفات من متتالية “جزائرية” للموسيقار الجزائري رشيد صاولي. واستهل الحفل الذي حضره جمهور غفير من هواة الموسيقى “الكلاسيكية” بافتتاحية “أوبرا” بعنوان “برانس إيقور”، والتي أداها عازفو “الأوركسترا” بكل انسجام وتناغم. كما قدم العازف المنفرد “ميكولا شولياك” بصوته القوي “تينور”، وهو نوع من الأصوات الغنائية الرجالية رفقة “الأوركسترا” عدة مقطوعات موسيقية مشهورة ل”تشايكوفسكي” و”فيردي ” و”بوتشيني”.وأدى كل من العازفين المنفردين مقطوعتي “لا ترافياتا” و”برينديسي” ل”فيريدي”، إذ تمكنا من خلال صوتهما المختلف أن يصنعا انسجاما استحسنه الجمهور الذي صفق طويلا لهما، قبل أن تقدم “الأوركسترا السيمفونية” الوطنية مقتطفات من متتالية “جزائرية” من تأليف رشيد صاولي التي ارتحلت بالجمهور إلى حواضر الجزائر العميقة.