أوضح مسؤول مكافحة الإرهاب في الاتحاد الأوروبي، غيل دي كيرشوف أمس، أن مئات الأوروبيين “يقاتلون الآن” مع قوات المعارضة في سوريا، مشيرا إلى أنهم سيشكلون “تهديدا خطيرا عند عودتهم إلى بلادهم”. وقال كيرشوف في تصريحات لتلفزيون “بي بي سي” إن “عدد المقاتلين الأوروبيين المنضمين إلى مقاتلي المعارضة يصل إلى نحو 500″، مضيفا أن “جميع هؤلاء الأوروبيين ليسوا متطرفين حين يغادرون دولهم، ولكن الكثير منهم على الأرجح يعتنقون التطرف في سوريا ويتدربون هناك، وسيشكلون تهديدا خطيرا عندما يعودون إلى دولهم”. وتتخوف دول غربية وأوروبية من توجه عدد من مواطنيها للقتال في سوريا، مشيرة إلى أنها ستقوم بمحاسبة من عاد من المقاتلين إليها، بتهمة الانتماء إلى منظمات “متطرفة” محظورة. وأوضحت السلطات السورية مرارا أنها صفت واعتقلت عددا من مقاتلين من جنسيات مختلفة كانوا يقاتلون ضد الجيش السوري. وتتهم دول إقليمية بنقل وتهريب السلاح والمقاتلين ذوي الفكر الجهادي والأصولي عبر الحدود إلى سوريا، مشيرة إلى أن أولئك المقاتلين هم من يقوم بأعمال العنف في البلاد، في حين تحمل المعارضة السلطات السورية بالمسؤولية عن هذا الأمر. ومن جانبها، قالت هيئة الإذاعة البريطانية إن “أجهزة الاستخبارات الأوروبية تشعر بالقلق من امكانية انضمام بعض هؤلاء إلى جماعات متطرفة مرتبطة بتنظيم القاعدة في سوريا والعودة لاحقا إلى أوروبا لشن هجمات إرهابية”. ويقاتل في سوريا ضد الجيش السوري جماعات من بينها تنظيمات ذات توجه إسلامي ك”جبهة النصرة”، التي أدرجتها أمريكا واستراليا ضمن قائمة الإرهاب، والتي نشر مؤخرا تسجيل صوتي نسب لزعيمها، أبو محمد الجولاني، أعلن فيه “تجديد” البيعة لأيمن الظواهري وأن “النصرة” تأتمر بأمره، موضحا أن هدفها يتمثل في “إقامة دولة إسلامية في سوريا”، حيث دعا الظواهري سابقا، مسلحي المعارضة الى إقامة دولة اسلامية في سبيل “عودة الخلافة”. وفي تطور آخر، بحث الرئيس الأمريكي باراك أوباما مع أمير قطر حمد بن خليفة آل ثاني قضايا عدة أبرزها الوضع في سوريا ومصر والنزاع الإسرائيلي الفلسطيني، إلى جانب الدعم القطري للجهود الأمريكية في أفغانستان. وقال أوباما خلال مؤتمر صحافي تلا لقاءه أمير قطر في البيت الأبيض ان البحث تناول قضايا عديدة مرتبطة بالمصالح والأمن الأمريكي وأمن العالم بأسره، مشيراً إلى ان قطر دولة مهمة في المنطقة ولديها تأثير يتخطى حدود عدد سكانها الصغير نسبيا. وذكر أنه وآل ثاني ناقشا الوضع في سوريا، مضيفا أنه “من الواضح اننا نتعاون بشكل وثيق مع قطر ودول اخرى في السعي لوضع حد للذبح الدائر هناك، وإزالة بشار الأسد الذي أظهر أنه لا يتهم بشعبه، وتقوية المعارضة التي يمكن ان تجلب سوريا ديمقراطية تمثل كل الشعب وتحترم حقوقه بغض النظر عن إنتماءاته الإثنية أو الدينية”. وتابع أوباما “يسعدني أننا سنستمر في العمل في الأشهر المقبلة لمحاولة دعم المعارضة السورية أكثر، وسننسق بشكل وثيق استراتيجياتنا للتوصل إلى حل سلمي للأزمة السورية”. وقال الرئيس الأمريكي “حظينا بفرصة مناقشة الوضع في مصر حيث نريد كلانا أن تحقق الديمقراطية المصرية نجاحاً”. من ناحية أخرى، قال أمير قطر ان لقاءه مع أوباما كان إيجابيا، وتمت مناقشة مسائل ذات الاهتمام المشترك لكلا البلدين وخصوصاً الوضع في سوريا والعلاقة الاقتصادية والعسكرية والتغيرات في الشرق الأوسط خصوصاً في بلدان مثل مصر “التي نعتبرها دولة مهمة جدا”. وأوضح أنه بالنسبة لقطر “من المهم رؤية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وإقامة علاقات جيدة بين الدول العربية وإسرائيل ما أن يتم التوصل إلى اتفاق سلام فلسطيني إسرائيلي”، وفق تعبيره.