لماذا تتجاهل الحكومة إضراب عمال التربية في الجنوب والشمال والشرق والغرب، وتفتح يديها بالأحضان لمجموعة من الغاضبين على حقهم في ريع سوناطراك؟ الحكومة لا تتجاهل مطالب عمال التربية وغيرهم من الفئات الأخرى، بل تتجاهل البحث عن الحلول الجذرية للمشاكل المطروحة، تلك الحلول التي تحيلها على تغييرات لا ترغب فيها، فقد تكلست بفعل الزمن وحان الوقت لأن تبحث عن حلول من داخل تركيبتها، خصوصا ما ارتبط بالقطاعات التي تعرف غليانا، أو أن يتولى الوزير الأول بنفسه تلك الملفات، أو أن تتحول مهمة حل مشاكل القطاعات المضطربة إلى لجان وزارية تنظر فيها بموضوعية بعيدا عن خلفيات ضيقة تحكم تعاطي بعض الوزراء مع ملفات غاية في الخطورة على مستوى قطاعاتهم. بعض الوزراء يعتقدون أن التوصل إلى حلول مع المحتجين، دليل على أن قطاعاتهم تعيش وضعا غير صحيح والاعتراف بمطالبهم اعتراف بهذا الوضع، وهو رأي سيزيد في تعقيد الجبهة الاجتماعية ويضرب السلم الاجتماعي في الصميم. العمال الذين يطالبون بحقوقهم ليسوا قادة أحزاب، ولا طالبي سلطة بديلة للحكومة ووزرائها، لذلك يبدو من الغريب حقا أن تتعامل الكثير من الوزرات مع العمال بطريقة استعلائية وبتجاهل تام، وهو الأمر الذي يطيل من عمر الأزمات الاجتماعية والسياسية عندنا. والغريب أن هذا الوضع لم يعد يثير إزعاج أي أحد رغم أن الجبهة الاجتماعية تغلي اليوم، بسبب المطالب المتعددة التي لم تجد طريق الاستجابة بعد.