ينشط اليوم الزعيم السابق لحركة الإصلاح الوطني عبد الله جاب الله ندوة صحفية تتويجا لأشغال دورة مجلس الشورى المنتهية أول أمس.يرتقب أن يعرج جاب الله في حديثه اليوم أمام الصحفيين على جملة من المسائل السياسية الهامة المتعلقة بالشأن السياسي العام للبلاد وكذا خارطة المسار السياسي الذي سيسلكه مستقبلا والجناح المساند له خلال أزمة الإصلاح منذ مدة، وعلى الرغم من الترقب الكبير الذي ستتميز به الخرجة الإعلامية للشيخ جاب الله بالنظر ''لتراجع'' حضوره إعلاميا من جهة وكثرة المسائل السياسية التي اعتادت الساحة الإعلامية والسياسية على رصد موقفه منها. إلا أن الشأن الداخلي وبالأخص المتعلق بمسعى التقارب مع حركة النهضة يبقى الأكثر استقطابا لاهتمامات المتتبعين خاصة في ظل الجدل الكبير الذي عرفته مبادرة التقارب منذ إعلان فاتح ربيعي الأمين العام لحركة النهضة عن استعداده الشروع في إعادة لم شمل حركة النهضة التاريخية التي يعد الشيخ أحد أركانها الأساسية. وفيما رفضت قيادات مقربة من جاب الله الإفصاح عن جدول أعمال اجتماع مجلس الشورى، كما فضلت التكتم عن نتائجه التزاما بقرار تنشيط هذا الأخير لندوة صحفية، إلا أن هناك أصداء قالت إن أعضاء مجلس الشورى ناقشوا في جدول أعمالهم ملفات عديدة صبت جميعها في بوتقة البحث عن آفاق النشاط السياسي الآني والمستقبلي وكذا الخيارات المطروحة والممكنة إضافة إلى البدائل خاصة بعدما حسمت المعركة القضائية حول شرعية قيادة حركة الإصلاح الوطني لغير صالح جاب الله. وعلى هذا الأساس يرى مراقبون بأن مساعي التقارب كما تسميها حركة النهضة أو لمّ الشمل أو الوحدة كما يسميها بعض المقربين من جاب الله، كانت هي الورقة التي ربما أخذت حصة الأسد في النقاشات بين أعضاء مجلس الشورى. ولعل ما ميز مسار التقارب أو الوحدة كما أعلن عنه من قبل فاتح ربيعي ووافق عليه جناح جاب الله من التراوح بين الخطوة إلى الأمام والأخرى إلى الوراء يجعل من هذا الملف الأكثر حضورا في مناقشات أعضاء المجلس، وبطبيعة الحال، فإن بقاء ملف التقارب يراوح مكانه منذ الإعلان عنه قبل أكثر من ستة أشهر مرده موضوعيا عند بعض المتتبعين إلى التباين الكبير في وجهات النظر حول صيغة تجسيده عند الأطراف الفاعلة من الجهتين دون إهمال العوائق الذاتية التي تقف هي الأخرى حجر عثرة دون وصول مسعى التقارب إلى بر التجسيد. ومن المنتظر أن يكشف اليوم جاب الله خلال الندوة الصحفية عن مصير مشروع التقارب مع النهضة إما نحو مواصلة السير على خطاه أو قلب صفحته نهائيا ليفتح صفحة جديدة قد تكون بداية تقويم سياسي جديد في مسار الشيخ.