اهتزت أول أمس ثانوية الرائد فراج على إثر واقعة مفجعة تمثلت في فقدان تلميذ، في السنة الثالثة، لأصبعي يديه اليمنى بعد أن خبأ مفرقعة نارية معروفة بدوبل كانون في جيبه وهي مشتعلة، وجد فيها وسيلة للهروب من عقاب المراقب العام للمؤسسة التربوية، حيث خضع التلميذ لعملية جراحية بتر فيها أصبعه الثاني وتشوه الإصبع الأخرى، لتخلف المحيرقة عاهة مستديمة له. ووصل الحد بالمشاغبين في الوسط التربوي إلى وضع مفرقعة في جيب مئزر أستاذ لتتسبب الحادثة في احتراقه. هذان النموذجان أحد مظاهر تطور العنف في الوسط التربوي، حيث أخذت مغامرات التلاميذ صورا أخرى تزامنا مع حلول ذكرى المولد النبوي الشريف، وذلك بإيجاد التلاميذ في المفرقعات ملاذا للعب وتمضية الوقت في أوقات فترة الاستراحة. لكن هذه المرة لم يكن استعمال المفرقعات لصالح أحد التلاميذ بثانوية الرائد فراج بالسانيا، لما راح يداعب ز''دوبل كانون كان يريد رميها على الأرض ولدى مشاهدته المراقب العام للمؤسسة أدخلها في جيبه وأبقى يده داخل المئزر لتنفجر المفرقعة النارية مخلفة عاهة مستديمة للتلميذ، إذ فقد المتمدرس البالغ من العمر 17 سنة إصبعي يده اليمنى. وبعد تشخيص مصلحة الحروق بالمستشفى الجامعي بوهران لحالته وجدت أنه من الضروري إخضاع الضحية لعملية جراحية قصد بتر الأصبع الثاني والذي في حالة إبقائه حسب بعض الأطباء المتخصصين سيحدث له تعفنا. كما شهدت متوسطة ولد قارة سعيد واقعة أخرى، إذ نصب تلاميذ لا يزالون في قائمة المجهولين في الإكمالية كمينا لأستاذة وضعوا بجيبها خلسة مفرقعة لتنفجر وتحرق مئزرها. وهي مظاهر لم تتميز عما يسمى بالعنف في الوسط التربوي، إذ أصبحت أنواع المحيرقات: زيدان، مرقازة، دوبل كانون وفراشة متداولة بالمؤسسات التربوية بغض النظر عن المألوف يوميا بالشوارع. والأدهى في الأمر أن الكبار حولوا أزقة الولاية إلى معارك ضارية أضحى ملاذهم هوية قذف المفرقات الشبيهة بالمتفجرات، وهو الأسلوب الذي حاول الصغار تقليده بشراء المفرقعات. وذكرت مصادر طبية بمصلحة الحروق بالمستشفى الجامعي بوهران استقبال حوالي 70 حالة أصابة بحروق جراء استعمال المحيرقات بينهم 11 طفلا ووصل معدل الإصابات في اليوم ما بين 15 و20 حالة يوميا.