حددت الحركات الشبابية في تونس تاريخ 30 جوان الجاري موعدًا لتحرك شعبي واسع معارض لحكم حركة النهضة ، وذلك بالتزامن مع المظاهرات المرتقبة في مصر ضد حكم الإخوان المسلمين. وأكد الناشط السياسي اللبناني المقيم في تونس، عماد بزي أن المنظمات الشبابية في تونس تعمل بالتنسيق مع نظيراتها في مصر وتركيا على حشد جماهيري مناهض للأنظمة الحاكمة في هذه البلدان. ويأتي هذا الحراك في وقت يبدي المجتمع التونسي تخوفه على الحريات العامة، في حين تشهد تركيا احتجاجات ضد سياسة رئيس الحكومة، رجب طيب أردوغان، وحزب العدالة والتنمية الحاكم الذي يواجه اتهامات بمحاولة تقويض العلمانية وأسلمة المجتمع التركي. أما في مصر، فإن الحراك الشعبي ضد حزب الحرية والعدالة التابع لحركة الإخوان المسلمين وصل إلى ذروته، حيث تمكنت حركة تمرد من جمع أكثر من 14 مليون توقيع لعزل الرئيس محمد مرسي الذي سيواجه في الذكرى الأولى لتوليه السلطة مظاهرات يتوقع أن تكون حاشدة. ومن تركيا إلى تونس مرورا بمصر، تنتظر الحركات الشبابية يوم 30 جوان لتوجيه رسالة قوية إلى الأنظمة ذات "التوجه الإسلامي"، إلا أن بزي يقول إن عنوان مظاهرات 30 جوان في تونس تختلف عن مصر، حيث يطالب المتظاهرون بإسقاط مرسي وحكم الإخوان، بينما في تونس، وجهت الحركات الشعبية عبر مواقع التواصل الاجتماعي الدعوة إلى مظاهرة ضد "حكم النهضة ودعمها للمتطرفين" دون التطرق إلى مسألة إسقاط الحكومة، وفقا لبزي الذي يضيف أن الحراك لن يقتصر على المجتمع المدني والتيارات الشبابية. ويوضح أن "الجبهة الشعبية" وتيارات يسار الوسط، فضلا عن حزب "نداء تونس" برئاسة رئيس الوزراء الأسبق، الباجي قائد السبسي، تدعم وإن بشكل غير مباشر الدعوة إلى التظاهر ضد النهضة والائتلاف الحاكم، في خطوة من شأنها أن تزيد من زخم الحراك الشعبي. من ناحية أخرى، يقلل عضو مجلس الشورى بحركة النهضة، رياض الشعيبي، من أهمية هذه الدعوات، وهو بالتالي لا يتوقع أن يشهد يوم 30 جوان حشدا ضخما لا سيما أن الأحزاب والتيارات الداعمة للتظاهرات "لا تمتلك قاعدة شعبية واسعة". ويوضح الشعيبي أن الجبهة الشعبية "هي إطار يجمع التيارات اليسارية والشيوعية الراديكالية التي لا تملك حضورا ورصيدا في الشارع التونسي"، في حين تعتبر "حركة نداء تونس وعاء لبقايا النظام السابق"، ما ينبئ بفشل مظاهرات 30 جوان. وعن موقف النهضة من هذه الدعوات، يؤكد الشعيبي على حق كافة التيارات السياسية والشبابية في التعبير عن رأيها، إلا أنه شدد على استحالة التغيير في الشارع عبر نشر الفوضى، داعيا تلك الأحزاب إلى انتظار الانتخابات والاحتكام إلى صناديق الاقتراع.