لم يهنأ للشارع المصري بال قبل موعد انطلاق المباراة، حيث ضبطت كل الجماهير المصرية ساعاتها على توقيت الحكم الجنوب الإفريقي ''دايمون'' وهو ما وفقت عليه ''البلاد'' في جميع شوارع القاهرة. مبعوثا ''البلاد'' إلى القاهرة بداية رحلة ''البلاد'' لاكتشاف ردة فعل الشارع المصري وتأهباته للمباراة كانت من منطقة مسجد الحسين وهو الشارع الأكثر شعبية في مصر بأكملها، حيث كانت شوارع المنطقة متزينة عن آخرها بالرايات المصرية، كما هتفت الجماهير بتأهل مصر، غير مبالين بصعوبة المهمة ولا حتى قلة حظوظ منتخبهم في بلوغ عتبة جنوب إفريقيا. منبهات السيارات دوت الشوارع والشعار كان ''كل شيء يهون من أجل التأهل'' الشيء الملفت للانتباه هو العدد الكبير من السيارات التي ملأت شوارع القاهرة وعلى غير العادة خاصة أن يومي الجمعة والسبت يمثلان يوم عطلة في بلد النيل، لكن موعد المباراة الحاسمة وأهميتها أجلا كل شيء، وقد دوت الشوارع بمنبهات السيارات التي أحدثت فوضى عارمة في مدن مصر. الإعلام المصري يشحن جمهوره بشتى الطرق والوسائل قام الإعلام المصري بشحن جماهيره من أجل تشجيع الفراعنة لبلوغ عتبة المونديال، ليشكل ضغطا على رفقاء زياني في ملعب القاهرة، ولم يتوان في استعمال كل الطرق والوسائل لتحقيق غرضه وإن كان ذلك على حساب شعار ''الفيفا'' الذي يحث على الروح الرياضية، وهو ماوقف عليه مبعوثا ''البلاد'' في كل أحياء القاهرة، حيث كانت كل اللافتات والومضات الإشهارية في الراديو والتلفزيون تدعو الشعب المصري لزلزلة ملعب القاهرة تحت أقدام لاعبي الخضر وبمقياس خيالي، على غرار الشعار الذي بثته أحد شركات الهاتف النقال التي طالبت الجماهير المصرية بترديد كلمة ''يارب انصر مصر '' 5 دقائق قبل صافرة الانطلاقة، ناهيك عن الأغاني الشعبية والتي تمت استعادتها من الأرشيف لا لشيء سوى لدفع عجلة الجمهور المصري لمساندة كتيبة شحاتة. ردة فعل المصريين اختلفت تجاه أنصار الخضر اختلفت طريقة معاملة أنصار الخضر الذين لم يخشوا لومة لائم يومها، وجابوا شوارع القاهرة حاملين الرايات الجزائرية معبرين بذلك عن تفاؤلهم بالتأهل، وقد اختلفت ردة فعل الشارع المصري تجاه هذا التصرف، ففي الشوارع الشعبية قام البعض منهم بمطاردة الجزائريين وتضييق الخناق في وجههم لعدم التعبير عن فرحتهم، وتواصل هذا التصرف حتى في الأحياء الفاخرة على غرار الزمالك حيث تمت مطاردة أحد الأنصار الجزائريين الذي استنجد في آخر المطاف بمكتب الشرطة أو''القسم'' كما يقال في مصر، في المقابل من ذلك تقبل البعض الآخر من المصريين هذه الخرجة وساندوا مناصري الخضر بشعار الأخوة، ليبقى في الأخير الميدان الفاصل في النتيجة النهائية. المصريون توقعوا الفوز بالثقيل توقعت الجماهير المصرية فوز منتخبهم الوطني بالثقيل في مواجهة أمس، والتمسنا ذلك من خلال تصريحات الشارع المصري، فالكل كان مجمع على الفوز بثلاثية ورباعية، وكأن الخضر لا يملكون حارس مرمى، ولا حتى دفاع متماسك، لكن وكما ما يبدو فإن المصريين عاشوا أيام ما قبل المباراة في جمهورية أفلاطون المثالية. لا حديث سوى عن مباراة89 لاصوت يعلو فوق صوت مباراة 89 والتي مكنت المصريين من التأهل إلى مونديال إيطاليا 90 ، وذلك على حساب كتيبة كرمالي التي انهزمت بهدف دون رد في مباراة مشحونة فاز بها المصريون بطرق ليست شرعية بسبب الضغط الذي سلطوه على رفقاء بلومي يومها. أنصار الخضر الأوائل في ملعب القاهرة شهدت مباراة أمس وصول الجمهور الجزائري لملعب القاهرة منذ الساعات الأولى، وذلك بعد التعليمات التي منحها الاتحاد المصري لمسؤولي وكالات السفر، حتى يتفادو أي مناوشات مع نظرائهم المصريين، وقد سئمت الجماهير الجزائرية من طول الانتظار علما أن دخولهم كان على الساعة العاشرة صباحا. سعدان يحافظ على سرية أوراقه في آخر حصة تدريبية حافظ الناخب الوطني رابح سعدان على سرية أوراقه وخطته التكتيكية خلال آخر حصة تدريبية أجراها أشباله أول أمس على الساعة 18:30 بالتوقيت الجزائري، ويوحي تصرف سعدان باستيعابه لدرس مباراة الذهاب، حيث قام الطاقم الفني المصري بالتجسس على طريقة لعب الخضر في ملعب شاكر من خلال بعض الأطراف التي سربت له المعلومات. روراوة يجتمع بالطاقم الفني واللاعبين ثلاث ساعات قبل اللقاء اجتمع رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم محمد روراوة بالطاقم الفني واللاعبين ثلاث ساعات قبل صافرة الانطلاقة، حيث طالب روراوة اللاعبين بالتركيز وعدم الإنشغال باستفزازت المصريين المعهودة. كما وعد برفع المنح في حال التأهل إلى المونديال، ولم يتوان روراوة في تحسيس اللاعبين بثقل الحمل وأحلام 35 مليون جزائري. اللاعبون صلوا الجمعة في الفندق وأدوا صلاة الفجر جماعة أدى لاعبو الخضر صلاة الجمعة في فندق ''نوفوتال''، حيث دعوا الله لييسر مهامهم في تجاوز عقبة المصريين، كما حرصوا أيضا على أداء جميع الصلوات جماعة بما في ذلك صلاة الفجر حيث أمّهم اللاعب رحو كعادته. اللاعبون يرفضون فكرة الاحتراف بالبطولة المصرية عقب الاعتداء الذي قامت به بعض الجماهير المصرية على حافلة الخضر وتعرض بعض اللاعبين لإصابات لحسن الحظ أنها كانت خفيفة، قرر جميع لاعبو الخضر بما في ذلك متوسط ميدان وفاق سطيف خالد لموشية الذي رفض جملة وتفصيلا تقمص ألوان نادي الزمالك وطالب الرئيس سرار بالبقاء في الجزائر، خاصة أن تحويله إلى البطولة المصرية لن يجعله في راحة نفسية وقد يعجل بأفول نجمه. الأعراس المصرية لم تخلو من موقعة الحسم خلال الجولة التي قامت بها ''البلاد'' في القاهرة، عرجت ''البلاد'' على حفل زفاف أقيم في الزمالك، حيث كان الزوجان مركزان على مباراة الحسم بدليل حملهم للرايتين الجزائرية والمصرية في آن واحد، وهو ما يوحي بأهمية المباراة التي باتت الشغل الشاغل للشارع المصري حتى في يوم زفاف البعض منهم . أثناء دخولهم عشية أمس إلى ملعب القاهرةالجزائريون لم يردوا على استفزازت المصريين بالرغم من قيام الآلاف من المصريين باستفزاز المشجعين الجزائريين، أثناء دخولهم إلى المكان الذي تم تخصيصه لهم بملعب القاهرة عشية أمش، إلا أن أنصار الخضر لم يردوا على تلك الاستفزازات، بل كانوا دائما ما يردون على نظرائهم المصريين بالتحية والابتسامة، والتأكيد على أن الجزائريين لا يتحدثون خارج الملعب، بل داخل المستطيل الأخضر الذي اعتبروه بمثابة الفاصل الوحيد والمؤهل لصعود المنتخبات سواء الجزائري أو المصري إلى المونديال. وحسب عدد من مشجعي محاربي الصحراء، فإنهم يمثلون جميع ولايات الوطن وتنقلوا خصيصا إلى القاهرة، من أجل مناصرة أشبال المدرب الوطني رابح سعدان أمام الفراعنة، ولم يأتوا من أجل استفزاز المصريين أو تلقي استفزازاتهم، مرجعين الأسباب التي كانت وراء استفزاز الفراعنة لهم إلى الخوف الذي ينتابهم بعد المستوى الضعيف الذي ظهر به منتخبهم أثناء بداية التصفيات الخاصة بالتأهل إلى كأس إفريقيا ومونديال جنوب إفريقيا. الراية الوطنية حاضرة بقوة بملعب القاهرة غزت الراية الوطنية أغلب أنحاء ملعب القاهرة بمناسبة المباراة بين مصر والجزائر، حيث قامت مجموعة من الأنصار بتوزيعها على مناصري الخضر قبل انطلاق اللقاء بحوالي 5 ساعات، الأمر الذي لم يفهمه المصريون، الذين وبالرغم من أن المقابلة تقام بملعبهم إلى أنه تم تسجيل نقص في الراية الوطنية المصرية. مشادات بين الشرطة والمشجعين المصريين وقعت في حدود الساعة الثانية زوالا مشادات مابين عدد من المشجعين المصريين وأعوان الأمن، بسبب الصعوبات التي تلقوها أثناء دخولهم إلى الملعب، الأمر الذي خلق توترا كبيرا وبالتحديد بمدخل الزهور بملعب القاهرة واستدعى تدخل أعداد إضافية من رجال الأمن المصريين الذين طوقوا المكان، لكن ولحسن الحظ لم تحصل أية مشادة وانحصرت في المشادات الكلامية فقط.