انتفض أمس مئات البطالين في عنابة، احتجاجا على عدم تلقيهم عقود الإدماج المهني في إطار الحصة الولائية السنوية التي تم إعدادها، حيث اعتصم الشباب البطال عند المدخل الرئيسي لمقر البلدية رافعين شعارات تندد ب ''الحفرة والإقصاء'' من فرص التشغيل في إطار البرامج الوطنية لترقية تشغيل العاطلين عن العمل، خاصة من أصحاب الشهادات الجامعية، ثم أقدموا على قطع الطرقات المؤدية إلى وسط المدينة وأغلقوا ساحة الثورة بواسطة العصي والمتاريس الحديدية والحجارة وبعدها نقلوا انتفاضتهم إلى مقر الولاية الذي لا يبعد عن مبنى البلدية سوى بأمتار قليلة فقط، وقد دفعت هذه الوضعية عناصر الأمن الوطني إلى التواجد بكثافة ومحاصرة مواقع الاحتجاج. وحسب مصادر عليمة، فإن مناوشات واشتباكات عنيفة وقعت بين قوات الأمن وعدد من المحتجين، أدت إلى سقوط جرحى في صفوف الجانبين، لكن إصاباتهم وصفت بالبسيطة ولم يسفر تدخل القوات النظامية عن أية توقيفات حسب مصادر ''البلاد''. ورفض الغاضبون وقف احتجاجهم قبل أن تلتزم السلطات العمومية بمنحهم عقود الإدماج. وقد التقى وفد منهم مسؤول الهيئة التنفيذية محمد الغازي الذي وعدهم بدراسة مطالبهم بجدية والرد عليها في غضون هذا الأسبوع. ونقل ممثلو المحتجين إلى الرجل الأول في الولاية غضبهم من سياسة غلق الأبواب التي دشن بها مدير التشغيل الجديد مهامه، مؤكدين أن سكرتيرته حفظت أسطوانة ''أن المدير غير موجود''، وهي ذات الحادثة التي تكررت مع ''البلاد'' حين تنقلت أمس إلى مقر مديرية التشغيل بغرض معرفة موقف المسؤول الجديد عن قطاع الوزير الطيب لوح، لكن مساعينا باءت بالفشل الذريع، على خلفية أن المعني لم يظهر له أيئأثر منذ قرار تعيينه في المنصب.