تأسفت المملكة الإسبانية للقرار المغربي برفض عودة الناشطة الصحراوية أمينتو حيدرا إلى بلدها بالعيون، وعدم السماح للطائرة الخاصة التي كانت تقلها رفقة وفد طبي ودبلوماسي إسباني هام بالهبوط.وصف رئيس ديوان وزير الخارجية الإسبانية أغوستين سانتوس، تراجع المغرب عن التزاماته تجاه الناشطة الصحراوية المضربة عن الطعام بمطار لانثاروتي بجرز الكناري، بالمخالف للقانون الدولي، معربا عن التأسف الكبير للمملكة الإسبانية من الموقف المخزي للسلطات المغربية. ولم تجد الحكومة الإسبانية من وسيلة للتعامل مع المناضلة الصحراوية التي جددت إضرابها عن الطعام، سوى دعوة أمينتو حيدر إلى مواصلة نضالها من أجل حقوق الإنسان، خاصة مع الضغوطات الدولية الكبيرة لحكومة رودريغيث سبتيرو الاشتراكية في إسبانيا، التي تمر بأحلك أيامها بعد تصاعد دعوات من ممثلين وشخصيات شهيرة لكي تسعى لإنقاذ حيدر من الموت. ولم يستبعد بعض المراقبين من أن تأخذ قضية الناشطة الصحراوية أمينتو حيدر أبعادا خطيرة، قد تتحول إلى أزمة دبلوماسية بين المغرب وإسبانيا، بعدما اتهمت حيدر مجددا إسبانيا غير القادرة على تسوية الوضع وبتواطئها مع المغرب، محملة بذلك مدريد بشكل مباشر عواقب إضرابها عن الطعام، خاصة وأن عودة حيدر بحسب ما صرح به رئيس ديوان وزير الخارجية الإسبانية، إلى ديارها ليست بالقريبة. وفي سباق مع الزمن، أكد الناطق باسم الخارجية الإسبانية، على استعداد المملكة لوضع تحت تصرف الناشطة الحقوقية الصحراوية منزلا على أراضيها مع إمكانية استقبال أبنائها، كمحاولة أخيرة من إسبانيا لتطويق الأزمة التي أخذت أبعادا دولية، غير أن رغبة أمينتو حيدر في العودة إلى منزلها واحتضان أبنائها وأمها في العيون، ستجعل مزايا إسبانيا عليها في مهب الريح. ودعا عضو البرلمان الإسباني، ممثل الحزب الشعبي رافائيل هيرناندو، رئيس الحكومة الإسباني، بالتدخل بجدية في قضية أمينتو حيدر، أمام عدم فعالية وعجز وزير الخارجية ميغيل آنخيل موراتينوس، وحمل البرلماني الحكومة الإسبانية المسؤولية، مثلها مثل المغرب، في هذه القضية لأنها اانتهكت قانون الدولة الإسبانية بالسماح بالدخول غير القانوني للناشطة إلى إسبانياب بعد ترحيلها القسري من المناطق المحتلة من الصحراء الغربية. مشيرا إلى أن الحكومة المغربية قد تلاعبت بأصدقائها في حكومة ساباتيرو، معتبرا ذلك إهانة كبيرة لكل الإسبان، متسائلا عن الأسباب التي لا زالت تجعل رئيس الحكومة الإسباني واقفا دون أية رد فعل. هذا، وقد وقّع أزيد من 200 كاتب ومثقف من عدة بلدان عن تضامنهم مع نضال الناشطة الصحراوية، أمينتو حيدر، مطالبين الحكومتين المغربية والإسبانية بتحمل مسؤولياتهما وتمكين الناشطة المضربة عن الطعام من حقها في العودة لوطنها دون شروط. ومن المفارقات أن يمنح الاتحاد الأوروبي، الحكومة المغربية 100 مليون دولار لدعم الاستثمار والتصدير والمساعدة في تمويل مشروع ترام بين الرباط وسلا، في وقت ترتكب فيه المغرب انتهاكات يومية لحقوق الإنسان بالصحراء الغربية.