بلخادم خلال اتتاح المؤتمر شن الأمين العام للهيئة التنفيذية لحزب جبهة التحرير الوطني عبد العزيز بلخادم، هجوما لاذعا على السلطات الفرنسية، على خلفية تعاطيها مع الماضي الاستعماري، وكذا إخضاع الرعايا الجزائريين المسافرين عبر المطارات الفرنسية، للإجراءات الرقابية المشددة التي فرضت على رعايا 14 دولة. * بلخادم وفي كلمته التي ألقاها بمناسبة افتتاح المؤتمر التاسع ل الأفلان بالقاعدة البيضاوية، جدد دعوته فرنسا إلى الاعتراف بالجرائم التي ارتكبتها ضد الشعب الجزائري طيلة 132 سنة من الاستعمار الاستيطاني، وهو الموقف الذي جاء ليدعم قرار المجلس الوطني للحزب، الذي أعلن في وقت سابق وقوفه إلى جانب مقترح مشروع قانون تجريم الاستعمار، الذي يوجد على مستوى الحكومة، بعد إحالته من المجلس الشعبي الوطني بتاريخ 25 فيفري المنصرم. * وقال بلخادم: "نطالب فرنسا الرسمية بالاعتذار عن الجرائم التي ارتكبتها في حق الشعب الجزائري"، وذلك في مستهل كلمته الافتتاحية، وهي العبارة التي ألهبت مشاعر ما يزيد عن خمسة آلاف مندوب ومشارك في القاعة البيضاوية، عبروا عنها بوقفة صاحبتها موجة من التصفيقات. * تجديد بلخادم مطالبة فرنسا بالاعتذار عن جرائم الماضي الاستعماري، جاءت بعد أسبوع من تصنيف الوزير الأول أحمد أويحيى، لمقترح مشروع قانون تجريم الاستعمار في خانة المزايدات السياسوية، منتقدا الطريقة التي تمت بها عملية جمع توقيعات النواب من أجل إنجاح المشروع، والتي لم يسمع بها ممثلو التجمع الوطني الديمقراطي في الغرفة السفلى، على حد تعبير أويحيى، الذي لم يتجاوب مع هبة المندوبين والمشاركين، بحيث بقي جالسا في مكانه على عكس أعضاء الطاقم الحكومي وبقية الضيوف، وهو ما ينذر بوقوع تجاذب بين الأفلان والأرندي، على مستوى الحكومة قبل 25 أفريل المقبل، موعد انتهاء مهلة الستين يوما التي يحددها الدستور للرد على إحالة البرلمان بشأن المشروع القانوني السالف ذكره. * هجوم بلخادم على فرنسا امتد أيضا إلى قرار باريس الأخير القاضي بوضع المسافرين الجزائريين ضمن قائمة رعايا الدول ال 14 المصنفة كدول مصدرة للإرهاب، وهنا شدد وزير الدولة على ضرورة معاملة فرنسا بالمثل، وذلك بفرض ذات الإجراءات والتدابير على رعايا هذه الدولة لدى نزولهم بالمطارات الجزائرية. * رسائل بلخادم المشفرة والمباشرة لم تقتصر على الأطراف الخارجية، بل طالت أيضا غرماء سياسيين في الداخل، في مقدمتهم زعيم الأرندي، حتى وإن قدمت على أنها حديث عن إنجازات تحققت في عهد الرجل الأول في الأفلان عندما كان رئيسا للحكومة، حيث أشار إلى دور حكومته السابقة في حل مشكلة الأجور، وما تعلق بكل ذلك من تعديل للتشريعات المتعلقة بالوظيفة العمومية، وقانون المجاهد والشهيد، وكذا تلك المتعلقة بمنح ذوي الاحتياجات الخاصة والمعوقين والمحرومين. * وردا على الأصوات المنتقدة لمسيرة قيادة ما بعد المؤتمر الثامن الجامع، دافع بلخادم عن سياسته منذ توليه منصب أمين عام الهيئة التنفيذية للحزب في جانفي 2004، قائلا: "صححنا أخطاء المؤتمر الثامن ولم نسقط في فخ التهميش والإقصاء"، نافيا بذلك مسؤولية قيادة الحزب في إبعاد الموالين لعلي بن فليس من المناصب الحساسة في العتيد بعد المؤتمر الثامن الجامع.