محضر لجنة المداولات ومرسوم تنفيذي وقرار وزاري.. لم يشفع لهم في الحصول على شهادات التكوين النهائية!! لا يزال أكثر من 500 ممتهن بقطاع التكوين المهني بالجلفة، في وضعية مبهمة وغير واضحة، بسبب خطأ إداري لا علاقة لهم به، يرفض مسؤولي القطاع إلى حد الآن تحمل نتائجه، تسبب في ضياع عامين كاملين للممتهنين، قضوها بين الورشات، لترفض المديرية في النهاية منحهم شهادات التكوين. بمبرر أن مستواهم الدراسي لا يؤهلهم، وهو ''الاكتشاف'' الذي وقفت عليه المديرية بعد استكمال فترة التربص وحصول المعنيين على شهادات النجاح المؤقتة!! ويشهد قطاع التكوين المهني بالجلفة، هزة تنظيمية فريدة من نوعها، راح ضحيتها أكثر من 500 ممتهن، لم يتمكنوا من الحصول على شهادات التأهيل والتكوين بشكل عادي، على الرغم من خضوعهم لجميع الإجراءات القانونية، وعلى الرغم من وجود محاضر لجنة المداولات، التي سمحت لهم بالحصول على شهادات النجاح المؤقتة، ومختصر ''الفضيحة'' -حسب مصادر ''البلاد''- هو عدم توافق شهادات التأهيل مع المستوى الدراسي الذي قدمه الممتهنون في البداية، وهو الأمر الذي اكتشفته الإدارة بعد مرور عامين كاملين وبعد انتهاء فترات التربص. وذكر بعض الممتهنين في اتصال ب ''البلاد'' أنهم أضحوا في وضعية مبنية للمجهول، ليكتشفوا في النهاية أنهم غير مؤهلين للحصول على هذه الشهادات المهنية. وتساءل العديد من الضحايا ممن امتهنوا في تخصصات ''كهرباء السيارات، تصليح وصيانة الأجهزة الإلكترونية، حلاقة النساء'' عن موقع الإدارة من هذه الوضعية وعدم تدخلها في الوقت المناسب لتصحيح الوضع لكونها تركتهم لحالهم ولتكوينهم وتربصهم لمدة عامين كاملين حتى أنهوا فترة التمهين بشكل عادي. وفي الأخير ترفض منحهم شهادات التأهيل، زيادة على أن الإدارة قبلت ملفاتهم وقبلت المستوى الدراسي المحدد بالسابعة والثامنة أساسي، ليتفاجأوا مع نهاية فترات التمهين بهذه المستجدات التي لا دخل لهم فيه، محملين الإدارة المسؤولية الكاملة. الغريب في القضية -حسب مصادر ''البلاد''- هو أن شهادات النجاح المؤقتة التي استلمها الضحايا بعد نهاية فترة التهمين، جاءت بمقتضى مرسوم تنفيذي يحمل رقم 77/99 مؤرخ في 11 أفريل ,1999 وكذا بمقتضى قرار وزاري يحمل رقم 69 مؤرخ في 13 نوفمبر ,1999 والذي يحدد شكل ومحتوى شهادات التكوين المهني وكيفية تسليمها، زيادة على محاضر لجنة المداولات، إلا أن كل هذه المراسيم والقوانين، لم تشفع لهم بالحصول على شهادات التكوين والتأهيل النهائية، وهو ما يعني أن المستوى الدراسي لم يكن مطروحا في البداية بدليل تسليم المعنيين شهادات النجاح المؤقتة. مع العلم أن الضحايا يعملون على بناء تكتل يجمعهم من أجل رفع دعوى قضائية لدى العدالة لمتابعة مديرية التكوين قضائيا، على خلفية هذا الأمر، الذي تسبب لهم في ضياع عامين كاملين من التربص دون الحصول على شهادتهم النهائية التي تسمح بالإدماج في الحياة العملية.