أفادت مصادر مطلعة ل "الفجر" بأن مصالح الأمن المشتركة أفشلت في الأسابيع الأخيرة محاولة تموقع بجنوب العاصمة، بأعالي الجبال الممتدة بين الشريعة والمدية لعدد من كتائب التنظيم الدموي المسمى "الجماعة السلفية للدعوة والقتال"، تحت قيادة الإرهابي عبد المالك دروكدال، في إطار مخطط إعادة الانتشار للتنظيم، الهادف إلى التواجد بأعالي غير لافتة للانتباه ولها مسالك يعتبرها "آمنة" مؤدية إلى وسط العاصمة، تمكّن من تنفيذ عمليات نوعية قبيل الانتخابات بعد التضييق عليه بمنطقة القبائل، وهي مسالك انطلاقا من تالعشة بأعالي البليدة التي كانت خلال التسعينيات معاقل الجماعة الإسلامية المسلحة. كان القضاء على سبعة إرهابيين قبل بضعة أسابيع في منطقة الأربعاء بولاية البليدة، وما سبقه من عمل استخباراتي وعملياتي، الأثر الإيجابي في كشف وإحباط مخطط تنظيم الإرهابي دروكدال، المتمثل في إعادة الانتشار خارج مثلثه الذي ركد فيه لسنوات، حيث تبين من خلال العملية النوعية لمصالح الأمن المشتركة بأن التنظيم كان يسعى للتمركز، من خلال أخطر كتائبه الناشطة بولايتي بومرداس وتيزي وزو، للاستقرار دون لفت للانتباه بأعالي مرتفعات الشريعة بالبليدة الممتدة إلى ولاية المدية، وذلك لعدة اعتبارات، أهمها أن المنطقة أصبحت خارج تغطية التمشيطات والمداهمات العسكرية، فضلا على أن بها مسالك اعتبرها التنظيم الدموي "آمنة" إلى حد ما، لأن النشاط الإرهابي بها قلّ إلى حد يبعد الأنظار. وكان القضاء على الإرهابيين السبعة بضواحي البليدة وقبله إفشال محاولات تجنيد لطلبة جامعيين من باب الزوار والخروبة انطلاقا من بلدية مفتاح، إلى جانب عمليات استخباراتية أخرى، الدور الفعال في كشف محاولة التنظيم وكذا ضربه في المهد، الأمر الذي عجل في ظرف قياسي بالقضاء خلال الأسبوعين الماضيين على عدد من أمراء الكتائب، التي كانت تستعد لتنفيذ مخطط الانتشار بفعل عامل المباغتة بتفزيرت وبومرداس. ولجأ التنظيم الإرهابي المسمى "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" إلى محاولة الانتشار خارج مثلثه المحاصر من طرف قوات الجيش، بعد الضربات القوية لمصالح الأمن لمعاقلها بتلك المناطق، من خلال حصار أفقده مصادر التموين والسلاح والذخيرة من طرف شبكات الدعم والإسناد. هذه الأخيرة تلقت أقوى الضربات خلال العام الماضي، حيث تم تفكيك والايقاع بعناصر ما لا يقل عن 15 شبكة تضم الواحدة منها عددا يتراوح ما بين 4 و 5 أفراد متهمين بتصوير أغلب عمليات الإرهابية التي عرفتها الجزائر منذ 11 أفريل 2007، علاوة على تقديم الدعم المالي والتجسس على مصالح الأمن ورصد تحركاتها وتموين وتمويل الإرهابيين في معاقلهم. ونجحت مصالح مكافحة الإرهاب بالشرطة القضائية لأمن العاصمة، بالتعاون مع الأسلاك الأمنية الأخرى ذات الاختصاص، في تفكيك تلك الشبكات والقبض على عناصرها، وهو ما مكّن فيما بعد، بالتعاون مع باقي الأسلاك الأمنية الاستخباراتية من الحصول على معلومات مهمة حول استراتيجية التنظيم فيما تعلق باستهداف العاصمة من خلال التموقع على مشارفها، على اعتبار أن التنظيم وبعد دحضه في معاقله ببومرداس وتيزي وزو، حاول بقدر الإمكان الخروج عن الحصار لتنفيذ عمليات "نوعية" تمكّنه من تسجيل حضوره الدموي، وبالأخص باستهداف مواقع حساسة بعد أن أصبحت مداخلها من شرق العاصمة وغربها محروسة بآخر معدات كشف القنابل والمواد المتفجرة لتصبح الجهة الجنوبية بالنسبة للتنظيم الدموي الطريق الوحيد للوصول إلى وسطها والعودة بالجزائريين إلى التفجيرات الانتحارية.