ألقى، أول أمس، الدكتور ناصر قارة المختص في السيرة النبوية الشريفة بالمركز الثقافي الاسلامي محاضرة تحت عنوان مواقف من السيرة النبوية تطرق خلالها للكتاب الذي دوّنه الرسول صلى الله عليه وسلم في السنة الأولى للهجرة خلال تأسيسه للمدينة المنورة. وأوضح قارة أن هذا الكتاب متضمن ل52 مادة، خمسة وعشرون منها تحدد علاقة المسلمين فيما بينهم، وسبعة والعشرون الأخرى تتناول علاقة المسلمين مع المشركين وغيرهم من الديانات الأخرى. يعتبر الكتاب هو اول دستور -حسب الدارسين- نجح خلاله الرسول صلى الله عليه وسلم في تاسيس أول دولة إسلامية في المدينةالمنورة تعيش فيها مختلف العقائد الدينية إلى جانب مختلف العادات وتقاليد القبائل على حد تعبيره واستعرض ناصر قارة الحالة التي كانت عليها المدينةالمنورة من تواجد يهود ونصارى ومشركين وقبائل متناحرة ومتمسكة بقيم الجاهلية وكذا وجود مسلمين مهاجرين وأنصار. واشار نفس لمتحدث إلى أن هذا الكتاب او مايسمى دستور حاليا والذي اختلف الكثير في تسميته نجح في تحقيق مايعرف حاليا بالمواطنة، في ظل هذا الهجين السكاني الذي كانت تتميز به المدينة في اول عام للهجرة، حيث كانت الدولة الإسلامية تحفظ حقوق غير المسلمين، وتتكفل بحمايتهم مقابل التزامهم ببعض الواجبات السياسية والمالية. وأضاف المحاضر أن هذه المرحلة هي من أرقى مراحل التعايش بين المسلمين وغيرهم والتي ظهرت من خلال سماحة الدين وقدرته على بناء دولة ذات معتقدات مختلفة، منوها أن الإسلام لم يأت لإلغاء الديانات السابقة والتي تعرضت للتحريف بالقوم إنما كرس حرية التدين وهذا ما يظهر جليا في النصوص القرآنية كقوله تعالى لا إكراه في الدين، كما ناشد كافة المسلمين العودة لهذا الدين الخاتم بالحكمة والموعظة الحسنة وإظهار الحقائق للناس.