أثار إعلان منظمة النصرة العالمية عزمها طرح دليل سياحي يوثق سيرة الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) بطريقة البايوغرافيا المصورة، جدلاً بين مهتمين بالدعوة الإسلامية، واعتبروا أن تلك الأساليب تضع الرسول في مقارنة مع الآخرين من مشاهير الفن والسياسة والأدب، وهو مما لا يليق بمقام النبوة. وأعلنت المنظمة أنها انتهت من إعداد أول دليل سياحي بعنوان »نبي الإسلام« الذي يوثق السيرة النبوية بطريقة البايوغرافيا، وذلك في إطار تعريفها الشامل بالرسول، ونشر محبته واحترامه عالمياً، خصوصاً في ظل الإساءات المتكررة القادمة من الغرب، بحسب المنظمة.. وستوزع باكورة إصداراته في نهائيات كأس العالم. وتعتبر البايوغرافيا إحدى الطرق الفنية في كتابة السيرة الذاتية المعتمدة بشكل أساسي على الصور الفوتوغرافية. وتركز كتب البايوغرافيا على الوصف التصويري في ذكر الحقائق الشخصية، مثل النشأة والتعليم والعمل والعلاقات والإنجازات، كما تتضمن تحليلاً نفسياً وسلوكياً للشخص المعني. وتعتبر منحوتات المعابد المصرية من أقدم وثائق البايوغرافيا، كما تعد كتب مارتن لوثر، وجون كيندي، وأوبرا وينفري من أشهر كتب البايوغرافيا المصورة. وأحدث دليل »نبي الإسلام« السياحي خلافاً وسط المهتمين بالدعوة الإسلامية، حيث رفض بعضهم ذلك الأسلوب الغربي في التعريف بالرسول. ونقلت منتديات إلكترونية ومجموعات بريدية عن معنيين بالمجال الدعوي أن كتب البايوغرافيا المصورة أسلوب وثائقي مخصص لعرض مشاهير الفن والسياسة والأدب، معتبرين أن تلك الأعمال تضع الرسول في مقارنة مع الآخرين، وأنه لا ينبغي إقحام اسم الرسول في مثل هذه الأعمال التي يهدف بعضها إلى الربح، بحسب وصفهم. وفي هذا السياق، أوضح الدكتور علي بادحدح، الأمين العام المساعد لمنظمة النصرة العالمية، أن الدليل يهدف إلى التعريف بالرسول وخلق رأي عام غربي إيجابي تجاهه، وذلك من خلال خطاب حضاري وبأساليب عصرية وأسلوب جذاب وسياحي، خصوصاً في ظل ضحالة المعلومات التي يعرفها الغربي العادي عن تاريخ السيرة وآثارها. ونفى بادحدح وجود أي أهداف تجارية تقف خلف إصدار الدليل، مؤكداً أن الكتاب سيباع بسعر رمزي في الأماكن السياحية ذات العمارة الإسلامية التي تستقطب الزوار الأجانب بشكل ينسجم مع سياسة التوزيع العامة في البلاد غير الإسلامية، حتى لا يوحي طرح الدليل بالتبشير الديني، لافتاً إلى أن باكورة إصدارات الدليل ستباع في كل من كيب تاون، ديربان، جوهانسبرغ، وذلك تزامناً مع نهائيات كأس العالم للعام 2010. كما قلل بادحدح من الجدل المثار حول الدليل، وقال إن »الوسيلة ليست فيها مشكلة طالما أنها لا تتعارض مع ثوابت الشريعة، وليس هناك ما يمنع من الاستفادة من تجارب وخبرات الآخرين في الدعوة والتعريف بالإسلام، حتى لو كانت الوسائل مأخوذة من أعداء الإسلام«. ويقع دليل »محمد« السياحي في 245 صفحة، وهو مكتوب بنصوص وفقرات مختصرة ومدعم بمئات الصور التاريخية التي تم الحصول عليها من مركز البحوث في المدينةالمنورة، كما زين الكتاب بغلاف مزخرف بألوان الطيف، وضعت كلمة (MUHAMMAD) بشكل كبير وواضح على طول غلاف الكتاب حتى تلفت الأنظار. وداخلياً، يستعرض الكتاب أهم التعاليم النبوية التي تتعلق باهتمامات الشعوب الغربية، مثل حقوق الإنسان وحقوق المرأة وطاعة الوالدين والحفاظ على البيئة والرفق بالحيوان، إلى جانب أبواب عن نبذ العنف والتطرف وإظهار سماحة الإسلام، والجوانب الإنسانية في شخص النبي في تعامله مع غير المسلمين.