اعتبرت سعيدة بن حبيلس، رئيسة الفيدرالية الدولية لجمعيات ضحايا الإرهاب والحائزة على جائزة الأممالمتحدة للمجتمع المدني في محاربة الإرهاب سنة ,2001 القرار الأمريكي بوضع الجزائر ضمن القائمة السوداء بجانب العراق وأفغانستان التي يأتي منها خطر الإرهاب، كردّ فعل على موقف الجزائر الرافض مطلب الولاياتالمتحدةالأمريكية بإقامة قاعدة عسكرية جنوبالجزائر بحجة مكافحة الإرهاب بدول الساحل. وأوضحت المتحدثة، في ندوة صحفية عقدتها أمس بدار الصحافة ''الطاهر جاووت''، أن ''الجزائر لو قبلت بالطلب الأمريكي من أجل وضع قاعدة عسكرية جنوب البلاد بحجة مكافحة الإرهاب بدول الساحل لكان موقفها من الجزائر اليوم مغايرا ولما صُنفت ضمن القائمة السوداء إلى جانب العراق وأفغانستان وغيرها من الدول التي يأتي منها خطر الإرهاب، رغم كل جهودها وتجربتها الرائدة في مكافحة الإرهاب والتي يُشيد بها حتى المسؤولون السامون في الولاياتالمتحدةالأمريكية الذين زاروا الجزائر وطلبوا تعزيز التعاون وتبادل هذه التجربة في إطار الحملة العالمية للتصدي للظاهرة''، مضيفة ''بين عشية وضحاها تصبح الجزائر من ضحية وأولى الدول التي تصدت للإرهاب إلى دولة تُنصف في القوائم السوداء القادم منها خطر الإرهاب''. واعتبرت بن حبيلس بصفتها حائزة على جائزة الأممالمتحدة للمجتمع المدني في مواجهة الإرهاب سنة 2001 أن ''القرار الأمريكي هو محاولة للضغط على الجزائر التي رفضت المقترح الأمريكي بإنشاء قاعدة عسكرية بجنوبالجزائر بحجة مكافحة الإرهاب''. في السياق نفسه، وكأول ردّ فعل من قبل مؤسسات المجتمع الجزائري بعد الرد الرسمي للدبلوماسية الجزائرية تجاه القرار الأمريكي بجعل الرعايا الجزائريين القادمين إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية ضمن قائمة الأجانب الذين يخضعون للتفتيش الدقيق عبر مطاراتها باعتبار هذه الدول يأتي منها خطر الإرهاب، وصفت سعيدة بن حبيلس ''القرار بالعنصري والتمييزي وإهانة للشعب الجزائري لا سيما أنه كان أول الشعوب الذي دفع ضريبة ضخمة من هذه الآفة''. وفي هذا الشأن، قالت المسؤولة بلهجة شديدة ''كنا نعتقد أن الموقف والتحرك الرسمي للدبلوماسية الجزائرية سينهي هذه المسألة ويجعل أمريكا تتراجع عن تصنيفها، لكن لم يحدث ذلك، وعلى هذا الأساس مادام الولاياتالمتحدة تبعتها فرنسا لم ترفع هذا القرار ولم تمحِ اسم الجزائر من هذه القائمة، ومادام لم يُعد الاعتبار لكرامة الجزائريين، فسوف نبقى نرفع أصواتنا''. وفي هذا الصدد وجهت نداء إلى الرأي العام الدولي لوضع حدّ لهذا الموقف المسيء للجزائر وسمعتها خاصة أنها في الوقت الذي لم تتوان عن التصدي لآفة الإرهاب، كانت كل الدول تدير لها ظهرها بما فيها الولاياتالمتحدة وكانت دولا راعية وتؤوي أخطر الإرهابيين، مستندة إلى شواهد تاريخية تُثبت ذلك على غرار ما أورده الكاتب الصحفي جون كولي في كتابه بعنوان ''المخابرات الأمريكية والجهاد من 1950 إلى ,''2001 والذي يؤكد فيه أن ''جهاز المخابرات الأمريكية هو سبب كل الآلام التي تعيشها الشعوب اليوم''. كما تضمن الكتاب اعترافات لقدماء ''الأف.بي.آي'' تدور في الاتجاه نفسه، منها على سبيل المثال أن 2000 جزائري الذين التحقوا بالحرب الأفغانية كان بمساعدة أمريكا، كما أن السفارة الأفغانية بإيعاز من المخابرات الأمريكية منحت 2800 تأشيرة للجزائريين لدخول أفغانستان، منهم 1000 شخص عادوا من تلك الديار بعد احتكاك وأخذ تجربة كبيرة في القتال ليُشكلوا آنذاك النواة الأولى للجماعة الإسلامية المسلحة في الجزائر.